أثار منصف بلخياط، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، حفيظة محمد الساسي، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، عندما اعتبر أن حصول الحزب اليساري المعارض على 0.6 في المائة من أصوات المغاربة في استحقاقات 4 شتنبر، لا يؤهله أن يكون خيارا ثالثا، إلى جانب حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة. بلخياط، الذي لجأ إلى استعمال "الدارجة" في اللقاء الذي نظمه مساء أمس معهد HEM الخاص حول الآفاق المستقبلية لما بعد استحقاقات 4 شتنبر"، وحضره قياديون من أحزاب الأغلبية والمعارضة، انتقد أيضا النتائج التي حصلت عليها نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد. وقال القيادي في حزب "الحمامة" في هذا الصدد: "منيب جابت 600 صوت ولم تتجاوز العتبة..."، قبل أن يتوجه مباشرة بالكلام إلى الساسي من جديد ويقول: "أنا مع ملكية شوية تنفيذية، والملك هو الحَكَم ديال البلد، ولي كيقولو ملكية برلمانية كيجيبو 0.6 في المائة"، على حد تعبيره. حديث بلخياط كان كافيا ليثير حفيظة الساسي، الذي "انفجر" في وجه بلخياط خلال اللقاء الذي تحول إلى ساحة لتبادل الاتهامات، أمام حضور ضم طلبة ووجوها سياسية، قائلا: "عهد مثل هذه الاتهامات انتهى"، معتبرا أن مثل "هذه التصنيفات لن تساهم في الارتقاء بالعمل السياسي في المغرب. الجمهور الحاضر تفاعل مع معظم تصريحات وزير الشباب الأسبق، بطريقة لم ترق منصف بلخياط نفسه، الذي فقد أعصابه وهو يجادل أحد الطلبة السابقين بمعهد HEM، المحسوب على حزب العدالة والتنمية، بعد أن انتقد تصويته لمصطفى الباكوري في جهة الدارالبيضاءسطات، وهو الموقف الذي أثار غضب خديجة الرويسي، التي سارعت إلى القول: "الباكوري ولد الشعب". الرويسي، القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، ارتأت توجيه انتقاداتها المعهودة لحزب العدالة والتنمية، الذي قالت عنه إنه "حزب لا يؤمن بالديموقراطية"، وهو ما ردت عليه نزهة الوافي، عن الحزب الذي يترأس الحكومة الحالية، بأن حزبها يؤمن بالديمقراطية عكس ما يقال، مضيفة: "ما يجب أن يعرفه الجميع هو أن المواطن لا يريد المقاولة السياسية". كريم غلاب، رئيس البرلمان الأسبق، دعا إلى تبني خطاب بعيد عن إقصاء باقي الأطراف، مطالبا العدالة والتنمية ب"التواضع"، وأضاف في هذا اللقاء، الذي لم تتم فيه مناقشة المحور الأساسي المبرمج من طرف المنظمين: "الحزب الذي حصل على 1.5 مليون صوت لا يمكن أن يقول عن نفسه إنه حزب كل المغاربة، بل هو حزب جزء من المغاربة".