تصف العرب افتخارا تونس بالخضراء والجزائر بالبيضاء ومراكش بالحمراء وحلب بالشهباء، ونتيجة لما حصل من تغير أضحت تونس حمراء وتحولت مراكش للصفرة وقد يحمل إلينا المستقبل تغيرات أخرى في الألوان. ولكنه طغت في الأيام الأخيرة في كثير من المنابر الإعلامية الغربية التحليلات حول ما جرى في تونس وتأثير ذلك على بقية المنطقة العربية كمصر مثلا التي شهدت حراكا تحرريا أدعى لتنحية الرئيس مبارك تلا ذلك مباشرة انتصار الشارع التونسي وفرار بن علي. ومن السابق لأوانه استخلاص كل العبر من الحراك التحرري الذي افتتحته تونس، لقرب عهدنا بالحدث ولجهلنا بكثير من خفايا الأمور والمعطيات وبما سيتولد عن مجريات الأمور. ونترك إذا مهمة استخلاص كل الدروس بالتمام والكمال مما حدث لمن تفرخهم بسرعة بعض المنابر الغربية فتحولهم في رمشة عين إلى خبراء في فك رموز المجهول. فكم من خبير في الشؤون العربية ثبت بالدليل أنه مهرج يبيع ما تطلبه تلك المنابر من بديع القول وتحاليل لا تستند إلى دليل ولا علم، وما حدث إبان التحضير لغزو العراق معروف ودليل على ما نقول، وكم من متخصص مزيف في قضايا العنف المنسوب للإسلاميين استقبلته تلك المنابر بكل الحفاوة والتقدير وفتحت له أبوابها على مصارعها ليفسر بلا حياء للمشاهد المسكين ما شفر من رسالة ضُمنت في تسجيلات رسائل القاعدة وكأنه كان حاضرا ساعة تسجيل رسائل الشيخ بن لادن أو أنه تكفيه نظرة إلى خريطة منطقة الساحل الإفريقي ليحدد بدقة وبكل هدوء العارف بخبايا الأمور مكان تواجد المختطفين الغربيين؛ وللأسف فقد ثبت أن كل المفرخين من تلك الفئة تجار كلام يسترزقون من جهل المشاهد ومأساة المنطقة العربية وخبث نوايا المنابر ذات الأجندات المشبوهة. وجنب هؤلاء الخبراء المزعومين وجدت في تلك المنابر فئة أخرى من المحللين، أصحاب "المشاريع المستقبلية" أو ساسة وأهل مصالح تفسر للمشاهد ما ستؤول إليه الأوضاع ، تفسر واقع الحال وتتكهن بمستقبل المنطقة وفق ما ترغبه أن يكون تماشيا مع مصالح مكشوفة لا كما هو الحال وتتكهن بدقة "حسابية" بما قد يقع في عموم المنطقة العربية الإسلامية من تغييرات وتحولات جراء الثورة التونسية. إن استغباء المشاهد وصل حدا المهزلة فنفس الأصوات التي طبلت لساعات قبيل رحيل بن علي من تونس، طبلت شاهدة على عظمة إنجازات هذا الدكتاتور التافه وتفتخر بصداقته معه وحولته بحكمتها وعلمها وتجربتها إلى رجل أوصل تونس إلى الرخاء الاقتصادي والحرية التي نعم بها الأشقاء التونسيون في ظل حكمه الرشيد محرر المرأة ومجفف منابع التطرف الإسلامي وأن ما يحدث في الشارع التونسي (وقت أوج الحراك) هو وليد القاعدة أو الحركات الإسلامية المتطرفة (بل أن بعض الأصوات التي لم تكن ترى في تونس إلا منتجعا مريحا تقضي فيه عطلها ضيفة على حساب الحكم التونسي عرضت تقديم خدماتها الأمنية على النظام التونسي)، هي نفس الأصوات وبلا حياء التي خرجت في الساعات التالية، حين فرض الشارع التونسي إرادته وغير المعطيات، تشرح لنا أن نظام بن علي كان شبيها بالمافيا عنيفا يستنزف كل مقدرات البلد لفائدة عائلة وحيدة وأنها تتفهم جيدا مطالب الشارع التونسي في التغيير وحرية التعبير وربما كان تغيير المواقف هذا وليد النموذج الديموقراطي الذي تتشدق به تلك المنابر صباح مساء. أن تتأثر بقية المنطقة العربية برياح النموذج التونسي في الانتفاض فذلك تفسير للماء بالماء فتونس ليست بمعزولة عن بقية البلدان العربية الإسلامية وإن كره الكارهون، هي جزء لا يتجزأ من هذا الفضاء الواسع المرتبط ثقافة وانتماءا ومصيرا زد لذلك أن عموم المنطقة تعيش بتفاوت – بالتأكيد لا يمكن مقارنة إمارة قزمية نفطية مع مجمعات قحطية مثل المغرب ومصر - وتعايش نفس الحالة الاقتصادية والسياسية من استفراد قلة بموارد البلد بكل الطرق بما فيها السلب العلني وتشبث أقلية بكرسي الحكم وتفكر بعقلية التوريث لا تعرف للصوت المعارض وجودا وتعدم في قاموسها لفظة التغيير والاستقالة أو استخلاص العبر من النتائج الكارثية التي تعيشها بلدانها، أقلية ترى في تقهقر البلد تقدما ونجاحا (فلهذه الأقلية طريقة خاصة في قراءة مؤشرات النمو التي تصدرها الهيئات الدولية)، وترى في الهزيمة نصرا فالأساسي هو بقاؤها على الكرسي ضاع ما ضاع لا يهم ذلك فهي ترى في بقائها على الكراسي حكمة ربانية ومن خرج عنها عميل للأجنبي كافر صاحب فتنة يتوجب قطع دابرها ولو أدى ذلك إلى قتل ثلث الشعب كما صرح بذلك يوما ما مسئول عربي. هذه خطوط عريضة تتشارك فيها جميع بلدان المنطقة بتفاوت طفيف طبعا من بلد لآخر. ولم تكن ردود فعل جيران تونس المقربين على ما جرى في تونس خارجة عن هذا المنطق وها هو مومياء المتاحف شيخ الحكام العرب القذافي يصرح فيما صرح به باعتزازه بصديقه بن علي الذي كان نعم الحاكم لتونس حسب رأيه وكذلك مختلف الخدمات التي قدمها مساعدة لبن علي في أزمته بما في ذلك فتح الحدود لتخفيف ضغط الشارع على صديقه، وقد فهم الكثيرون مما قاله على أنها نصيحة غير مقبولة موجهة لشعب تونس الراشد وشددوا على ما فيها من احتقار لضحايا تونس واستهتار بمطالب وبإرادة الشعب التونسي وهذا فهم ناقص فالمومياء الأثرية التي عودتنا على النفخ في بوق التثوير وكثرة البلاغات الثورجية لم يكن في تصريحه يهمه شعب تونس ولا مطالب شعب تونس ولا مصير صديقه أصلا فما قال من غريب الكلام موجه بالأساس لشعب ليبيا المقهور والمهمش يعني هو استباق لما قد يحصل في داره ولم يكن كلامه بتاتا دفاعا عن "طرابلسية تونس" كما قد يفهم البعض بل هو تحذير لكل من سولت له نفسه من شباب ليبيا أن يغرد خارج ما تسمع به رغبات "ملك الملوك" وشلته من ولدان وأقارب والويل لمن لم يع الرسالة وستتولى كل قبيلة اجتثاث كل العقول المغردة خارج السرب، وبذلك يكون "أمين القومية العربية" أعاد اكتشاف أهمية القبيلة والعشيرة في توحيد الشعب الليبي وراء قائد ثورته العظيمة، ومن حقنا أن نسأل بعد هذا الاكتشاف الكبير ما الفرق بين النظام الحالي ونظام السنوسي الذي أطاح به "قائد الثورة". والواقع أنه بهذا التصرف كان من السابقين لاستخلاص العبر من الدرس التونسي ولم يكن في ذلك منجما أو قارئ كف، ولم يكن الوحيد من زعماء العرب الذي فهم معنى ما يحدث فبغريزة تشبثه بالسلطة فهم معنى رسالة تونس.لم يكن الوحيد الذي فهم ما يجري بمعناه الحقيقي وما قد يترتب عن مطالب المظاهرات المشروعة فما حصل في اليمن من تنازل على الرئاسة مدى الحياة والأردن من تنازلات شكلية وفي الجزائر من استباق للحدث وفي المغرب وسوريا من تكثيف مظاهر الولاء والالتفاف لدليل على هذا القاسم المشترك بين الأنظمة العربية. وبتلخيص فإن رياح تونس الحمراء ستهب على عموم المنطقة بقوة مختلفة من بلد لآخر فحتمية التأثير وهذا كما قلنا تحصيل حاصل.غير أنه إذا كانت رياح تونس الحمراء قد تهب على عموم المنطقة فإن اتجاهها وعمق تأثيرها قد يختلف كثيرا من بلد لآخر والتكهن بزخمها هو ضرب من المقامرة والرهان وكل ما قد يقوله الخبراء المزيفون هو خيال في خيال لا يستند إلى أسس عقلانية وعقلية بل أن أغلب مقولاتهم لحد الساعة لا تغدو أن تكون تعبيرا عن أماني خفية وخلفيات شخصية وتصورا لما يريدون أن يكون عليه الحال فمن عاشر المستحيلات أن يتكهن عاقل اليوم باتجاه هذه الحركة التحررية في باقي البلاد العربية أ ستكون تطورا أم ثورة ، تطويرا وإصلاحا أو تغييرا جذريا ونقضا لكل قديم، كما لا يمكن التكهن بنوعية تشكيلة النظام الذي قد تفرزه وكذا لون القوى التي ستكون لها الكلمة الفصل. وأكيدا فإن بعض ذوي الخلفيات الشخصية يتمنونها أن تكون تطويرا وإصلاحا ولا أحد يمنعهم من قراءة الكف وتصور المستقبل كما يرونه فللكل حق التخيل والتمني ولكن الرياح قد تجري بما لا يساور أحلامهم وهذه سنة التاريخ لا قدرة لهم على تغييرها. ولنخرج بعض الشيء مما نسميه مقولات المنجمين وهم كاذبون دوما ونحاول فهم الذي عبرت عنه رياح تونس الحمراء بجلاء ووضوح تاركين ما لا قدرة لنا حاليا على فهمه للمؤرخين والمحللين في المستقبل القريب أو البعيد. فأبرز ما ترتب عن أحداث تونس هو تحطيم حاجز الخوف والرهبة الذي كبح لعقود كل رغبة في الانتفاض والتحرر لدى شعوب المنطقة وهو نوع من الانفجار الذي يتولد عن شدة الضغط واستمراره، انهيار شبيه بما حدث في الجزائر قبل سنوات حين قلب شبابها المعادلة وزحزح سيطرة الجيش والحزب الواحد ولا زالت تداعيات ذلك حاضرة في الأذهان. انهيار حاجز الخوف هذا وبالظرفية - ظرفية تستحق تحليلا مطولا يتجاوز هذا الحيز- التي تم فيها عرى الأنظمة وكشفها وأزعج دعاماتها الأجنبية لدرجة لم تعد تجدي معه حيلها التقليدية للتمويه عن ضعفها وفشلها وفسادها وقد لاحظنا كيف فشلت كل أساليبها التقليدية في كسر زخم التحدي فلا الرصاص الحي ولا تزايد عدد القتلى قلل من عزيمة وصمود المتظاهرين ولا حملات التشويه التقليدية أعطت ثمارها ولا لعبة التخويف ببعبع التطرف الإسلامي (سياسة أنا أو الطوفان) ومن التدخل الأجنبي (ومتى منعوا التدخل الأجنبي واقعيا) ولا سلاح البلطجية والمليشيات وغيرها من أسلحة تلك الأنظمة كان مجديا في إسكات المتظاهرين، بل أن تلك الأسلحة انقلبت على الأنظمة نفسها ووضعت من يدعم تلك الأنظمة في الغرب في وضع حرج وربما في موقف الدفاع وتعليل موقفها وعلاقاتها وقد لاحظنا تخبط الحكومة الفرنسية (الدولة المستعمرة سابقا والتي لا زالت تعتبر بلدان المغرب العربي حدائقها الخاصة) في التعامل مع الوضعية التونسية وتصريحات أوباما حول تفهمه لمطالب المتظاهرين وتعاطفه مع رغباتهم في التحرر والانعتاق. الأنظمة العربية التي نهبت خيرات شعوبها وظلت لسنوات تستقوي بالأجنبي في قمع شعوبها واستعبادها واحتقارها وتذليلها وجدت نفسها عارية فقد تخلى عنها أقرب مسانديها لحاجة في نفس يعقوب أو ربما لتعذر الاستمرار في لعبة الدعم والتستر على فضائحها. فقد كان بالأمس القريب ممكنا لهذه الأنظمة لاستزادة العون وزيادة الدعم في ظل حرب الدول الغربية على القاعدة تختلق كل أسبوع أنباء وهمية عن تفكيك خلايا تابعة للقاعدة أو حزب الله ووصلت ثقة تلك الأنظمة في استعمال هذا الأسلوب مدى مضحكا فقد وصل عدد الخلايا المفككة في بعض البلدان العربية خلية خطيرة كل شهر ولم تستح من ابتكار أنواع غريبة من الخلايا الجهادية كخلايا جهادية تابعة للقاعدة يوجهها حزب الله عناصرها شيوعية من الموساد مهمتها إغراق السوق الغربية بكميات ضخمة من المخدرات وكان للحسن الثاني الملك المغربي السابق براعة في اكتشاف مثل هذا الخليط أيام مظاهرات الخبز. وفي بلدان عربية أخرى تكلفت عناصر أمنية بنسف كنائس استدرارا لهبات وعطف الغرب وسنده في هذه الحرب المشتركة. بعبارة أخرى وجدت تلك الأنظمة في حرب الغرب على القاعدة فرصة للمزيد من حلب الدول الغربية ودعم وجودها ووسيلة للزج بكل من يطالب بحقه في حرية التعبير أو بحقه في العمل والعيش في لوائح خلايا وهمية وكل ذلك كان يجري مع تصفيقات الغرب المتعاطف والمتفهم لخطورة ما تتعرض له الأنظمة الصديقة. هذه الوسيلة في الابتزاز برهنت مع أحداث تونس وغيرها أنها لم تعد كافية ربما لأن الدول الداعمة تعبت من هذه المسرحية وتبحث عن حلول في حربها ضد القاعدة تتماشى مع عهد جديد. وعلى ذكر أصدقاء الأنظمة العربية برهنت أحداث تونس بما لا يدعو مجالا للشك، لمن لازال يعيش في سنوات الخمسينات أو الستينات، بتغيير في موازين القوى العالمية، وهذا التغيير لم يتولد عن أحداث تونس بل إنه لم يظهر لبعض العقول بهذا الوضوح إلا خلالها. تغيير يشبه ما حصل إبان حرب السويس حيث ظهر جليا انحطاط دور دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة في مواجهة قوى جديدة : الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي. فرنسا التي تعتبر نخبتها السياسية والاقتصادية دول المغرب العربي حدائقها الخاصة والتي تتعامل مع دول المغرب العربي وكأن التاريخ لم يتحرك أبانت نخبتها بلا استثناء وبكل طيفها عن تخبط في معالجة الحدث التونسي وأظهر تتابع الأحداث فشل فرنسا الراعية للنظام التونسي السابق في التأثير في الحدث وتوجيهه. فمن تصريحات أولية مجحفة في حق الشعب التونسي (من كل الفصائل السياسية الفرنسية) وصولا لعرض خدمات شرطة وقمع على النظام التونسي وهو ما يشكل قمة الاستهتار برغبات الشعوب وأمالها وصفحة لن تنسى في سجل العلاقات التونسية الفرنسية مستقبلا مرورا بما كانت تتقيأه بعض الأصوات من كلام قيل عنه أنه تحليلات خبراء تحترم تونس وشعبها وتعرفه جيدا. ولكن في الأيام التالية ظهرت فيه النخبة الفرنسية وكأنها تلهث وراء تصريحات من هو قادر على التأثير في مجريات الأمور وفتحت منابرها الإعلامية (نفس المنابر التي كانت لأيام خلت تبيع صورة ازدهار تونس ونموذجها الفريد في العالم العربي) فتحت باب النصيحة لشعب تونس تحاول بيع النموذج الفرنسي في المواطنة والديموقراطية (دائما نفس التصرف الأبوي الاستعماري) بل تجرأت بعض الأصوات وبدأت في طرح نوع الحكم الذي يجب على تونس أن تتبعه وكأن الشعب التونسي لا تاريخ له وغير قادر على اختيار ما يلائمه ويصلح له وفي أمس الحاجة لقوالب فكرية وأنظمة حكم جاهزة (تكون بالمواصفات الفرنسية)، فلا مفر له حسب صناع القرار في فرنسا من إتباع نهج الثورة الفرنسية وما سطرته من قوانين ونماذج. وهذا التصور هو قمة ما قد يصل إليه التفكير الأبوي الاستعماري (رغم تستره وراء مبادئ حقوق الإنسان والديموقراطية وغيرها من القوالب الصالحة لاستصغار عقول شعوب الجنوب والهيمنة عليها اقتصاديا وسياسيا) التفكير الذي لا يعي حجمه الحقيقي الحالي ولا المتغيرات التي حصلت ولا تراكمات تجارب الشعوب العديدة وتاريخها وقدراتها على إبداع نماذج نهضوية وأسس مواطنة جديدة ليست بالضرورة فرنكفونية اللون والصبغة. فالجماعة التي ما انفكت ترى في تونس منتجعا رخيصا وماخورا مشوقا وسوقا لمنتجاتها الصناعية والفكرية لازالت تظن أن مكالمة هاتفية (من المركز) كفيلة بتغيير مسار تونس أو المحميات الفرنسية في إفريقيا فلم تكفهم هزة تونس لفهم ما حصل. رياح التغيير تهب على المنطقة العربية حاليا، من الرابط إلى الرياض، وقد تُحدث، بعد أن انهار حاجز الخوف وتعرت الحكومات العربية وظهر مدى استحواذها على كل مقدرات بلدانها ومدى ما خزنته من أموال مسروقة، قد تُحدث كما قلنا، تغيرات جذرية في أنظمة المنطقة ولكن أي عاقل منا يستطيع أن يتكهن بنوعية التغيير ولا ماهية الصورة التي ستكون عليها الأنظمة مستقبلا. فالتغيير حتى في تونس ومصر التي نجحتا لحد الساعة في طرد قمة الحكم وبدأ المتحكمون في الاستجابة لبعض مطالب الثائرين فإن مشوار التغيير لازال في بداياته وفي مرحلة انتقالية ولم تنجل بعد مقدمات ما سيكون عليه الأمر ولازالت الفعاليات الوطنية والشعبية تناقش مضمون التغييرات وشكلها وطرقها. ومن قال بغير ذلك فمرحبا به في خانة المنجمين.