حقّق الحزب الليبيرالي الكندي فوز بارزا في الانتخابات العامة الفيديرالية، أمس الإثنين، ليزيح حزب المحافظين الحاكم بعد تسع سنوات من السلطة، ويتولى بذلك زعيم الليبراليين جاستين تريدو، منصب الوزير الأول في الحكومة الكندية ال23 وبأغلبية مريحة. وأظهرت النتائج النهائية غير الرسمية، التي أعلن عنها في وقت متأخر من الليلة الماضية، فوز الليبراليين ب 189 مقعدا من أصل 338 في البرلمان، في حين نال المحافظون بزعامة رئيس الوزراء(المنتهية ولايته) "ستيفن جوزيف هاربر"، 99 مقعدا بينما تكبّد حزب المعارضة الرئيسية "الديمقراطيون الجديد"، خسارة كبيرة، حيث تراجع عدد مقاعده من 103 إلى 44 مقعدا، بينما لم تتجاوز عدد مقاعد "كتلة كيبيك" الداعية لانفصال المقاطعة، 10 مقاعد. وعود "التغيير الحقيقي" ويرى مراقبون أن وعود "التغيير الحقيقي" التي أطلقها تريدو (43 سنة) خلال حملته الانتخابية، قد لقيت صدى في الشارع الكندي، وقلبت نتائج الاستطلاعات خلال الاسبوع الماضي، رأسا على عقب، بشكل أثار دهشة المراقبين السياسيين، حيث استهدفت الوعود أصحاب الدخل المحدود بشكل خاص. وتعهد جاستين ابن رئيس الوزراء الأسبق بيير إليوت تريدو بالاستثمار في البنية الأساسية والعمل على تحفيز النمو الاقتصادي الهزيل في كندا، مشيرا إلى أنه سيصلح علاقات كندا الفاترة بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسيسحب أوطاوا من المهمة القتالية ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية لصالح المساعدات الإنسانية والتدريب ومعالجة تغير المناخ. وقفز تريدو من المركز الثالث ليتصدر استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية وتغلب على هجمات المحافظين الذين قالوا إنه لا يتمتع بالخبرة الكافية للعودة إلى مقر رئيس الوزراء في أوتاوا حيث نشأ كطفل. من جهته أعلن زعيم المحافظين هاربر مغادرته قيادة الحزب بعد الهزيمة الانتخابية، وهو الذي سبق أن وصف الزعيم الليبرالي الشاب، ب"المبتدئ والجاهل، وغير المؤهل" خلال حملته الانتخابية. حملة طويلة وتصويت قبل الأوان وبعد حملة انتخابية دامت 78 يوما، واعتبرت بذلك الأطول في تاريخ كندا منذ سنة 1872؛ انطلقت منذ الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين 19 أكتوبر الجاري عملية الاقتراع، حيث توجهت الأنظار إلى مقاطعة كلومبيا البريطانية التي تشرق شمسها قبل مقاطعات الغرب بأربع ساعات. وباستثناء بعض التأخر في افتتاح عدد من مكاتب التصويت، لم تشهد الساعات الأولى من الاقتراع أي مشاكل تذكر، كما جرت عملية التصويت في أجواء هادئة، وتنظيم محكم؛ ومن حوالي 25.6 مليون ناخب مسجل في لائحة التصويت، صوت من بينهم 3.6 مليون ناخب بشكل مسبق ما بين 9 و12 أكتوبر، وهو ما اعتبر رقما قياسيا، حيث تم تسجيل ارتفاع في نسبة التصويت السابق للأوان بنسبة 71 في المائة مقارنة مع انتخابات سنة 2011. نتائج التصويت الذي جرى بين 9 و 12 أكتوبر، تم الافصاح عنها مباشرة بعد إغلاق مكاتب التصويت شرق البلاد، حيث حصد الحزب الليبيرالي خلال الساعة الأولى من فرز النتائج، 32 مقعدا مقابل واحد لكل من حزب المحافظين، وحزب الديموقراطيين الجدد، لتظهر بذلك ملامح العلامات الأولى، لاكتساح غير مسبوق للحزب الليبيرالي، للانتخابات الكندية لسنة 2015. وبمجرد ظهور النتائج الأولى بمقاطعتي كيبيك وأونتاريو، سارعت القناة التلفزية الحرة، الناطقة باللغة الفرنسية TVA، إلى إعلان الحزب الليبيرالي فائزا بالانتخابات الكندية، وساعدها في خروجها بالإعلان ذاته، تراجع حزب المحافظين في معقله "ألبيرتا" فيما تمكن كل المرشحين الأقوياء عن الحزب الليبيرالي، من الفوز في "كيبيك".