استقبل صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة للصحراء كريستوفر روس، بمقر الوزارة بالرباط. وحضر هذا اللقاء، حسب بلاغ للوزارة، كل من الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون امباركة بوعيدة، والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، بالإضافة إلى السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة عمر هلال. زيارة روس للرباط تأتي من أجل تحريك المياه الراكدة والجمود الذي تشهده الجهود الأممية لحل نزاع الصحراء، الذي دام أكثر من 40 سنة، فيما لم يتم الحديث عن زيارته لمدينة العيون، والتي كان المبعوث الأممي قد تعود على القيام بها خلال السنوات الأولى من بداية ممارسة مهامه الرامية لحل النزاع. وفيما لم يثر بلاغ وزارة الخارجية المواضيع التي تم التطرق لها في هذا الاجتماع، كشفت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، في وقت سابق، أن روس سيقترح مشروع فيدرالية أو كونفدرالية بين المغرب والصحراء كحل لهذا النزاع، على عكس ما تقترحه الرباط، والتي تتمسك بمقترح الحكم الذاتي منذ 2007، فيما تطالب جبهة البوليساريو باستقلال الأقاليم الصحراوية. إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أكد أن المغرب قدم عددا من التنازلات خلال تدبيره لملف الصحراء المغربية، وعبر عن حسن نيته من أجل إيجاد حل دائم لهذا النزاع الذي استمر لأربعة عقود، دون التوصل إلى حل. وأوضح لكريني، في تصريح لهسبريس، بأن المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، يوازن بين الوحدة والاستقلال، لكن بالرغم من ذلك يقول أستاذ العلاقات الدولية "لازال الطرف الآخر متشبثا بأطروحته القديمة منذ السبعينات"، مضيفا أن القوى الدولية ثمنت مقترح الحكم الذاتي، ليس من منطق المجاملة وإنما لكونه "مدخلا قد يوازن بين مطالب الطرفين" على حد تعبيره. وقال مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات إن المقترح المغربي يضمن عددا من الصلاحيات والإمكانيات الكبيرة لساكنة المناطق الجنوبية، مشددا على أنه بغض النظر عن مضمون المبادرة التي يمكن أن يأتي بها كريستوفر روس، "إلا أنها لا ينبغي أن تتجاوز التدبير السلمي للقضية في إطار الفصل 6 من ميثاق منظمة الأممالمتحدة" يضيف أستاذ العلاقات الدولية. وقال المتحدث ذاته إن على المبعوث الأممي الاستماع إلى جميع الإطراف، وتهييء الأجواء لإيجاد حل لهذه القضية، وتجاوز الخلافات، بعيدا عن التدخل السلبي في هذا النزاع. وفي هذا السياق، أوضح إدريس لكريني، أن هذا "التدخل السلبي" قد تمت إثارته في الآونة الأخيرة، حين تمت المطالبة بتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة في الأقاليم الجنوبية "المينرسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، مؤكدا على ضرورة إزالة مختلف العراقيل التي تقف أمام تقدم المفاوضات بين الأطراف المعنية، وإيجاد حل دائم للنزاع حول الصحراء. وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في هذه القضية، أكد لكريني على ضرورة دفعه عجلة المفاوضات، دون الانزلاق في تصريحات قد تخرجه من حياده ومن مهامه المندرجة ضمن الإطار الذي تحدده منظمة الأممالمتحدة. وتأتي هذه الزيارة قبل تقديم كريستوفر روس تقريره حول الصحراء أمام مجلس الأمن، في نونبر القادم، إذ يرتقب أن يضمنه عددا من ملاحظاته حول هذا النزاع، والجهود التي قام بها خلال زياراته المتكررة للمنطقة.