نجح خواكين غوسمان "ايل تشابو" الذي يعد أحد أخطر تجار المخدرات في العالم والهارب من السجن، بخداع السلطات المكسيكية والإفلات منها خلال عملية أمنية أصيب فيها برجله ووجه. وأعلنت السلطات أن عمليات البحث عن غوسمان الذي أحرج فراره من السجن الرئيس إنريكيه بينيا نييتو، تتركز على شمال غرب البلاد وعلى مزرعة استهدفتها العملية الأمنية. وبررت الحكومة فشلها الجديد بالقول في بيان إن غوسمان "قرر الفرار فجأة لتجنب أن يلقى القبض عليه وقد أصيب في الوجه والرجل". وأفادت محطة "إن بي سي نيوز" الأميركية بأن القوى الأمنية المكسيكية تمكنت من تحديد مكان تواجد غوسمان الأسبوع الماضي بعدما التقط عناصر أميركيون بث هاتف نقال وتمكنوا من خلاله من معرفة أنه يختبئ في مزرعة قرب كوسالا في ولاية سينالوا في جبال سييرا مادري. فقام سلاح البحرية المكسيكية على الفور بعملية مجوقلة إلا أن رجال غوسمان فتحوا النار عليهم، وبعد ذلك جرت عملية إنزال تكللت فقط بالعثور على هواتف وأدوية في المزرعة التي فر منها غوسمان ورجاله في سيارات رباعية الدفع. وسبق لغوسمان أن فر من السجن العام 2001 مختبئا في سلة للغسيل قبل أن يلقى القبض عليه مجددا في فبراير 2014 بعد فراره لمدة 13 عاما، وذلك في مجمع سياحي في مدينة ماساتلان على ساحل المحيط الهادئ. إلا أنه فر مرة أخرى بطريقة مبتكرة في 11 يوليو الماضي من سجن يخضع لاجراءات أمنية مشددة، حيث استقل نفقا يمتد على مسافة 1.5 كلم مستعينا بدراجة نارية مثبتة على سكة حديد لينهي رحلة الفرار في منزل قيد الإنشاء وسط الحقول. ووجهت السلطات على إثرها تهمة مساعدته لثلاث حراس. ومع ذلك شكلت عملية الفرار صفعة قوية للرئيس نييتو المعروف بنجاحه الكبير في مواجهة عصابات المخدرات في بداية ولايته. هذا وأفادت مصادر في الوكالة الاميركية لمكافحة المخدرات بأن "ايل تشابو"، كما يلقب، انتقل بعد فراره الى منطقة جبلية في ولاية سينالوا حيث ولد قبل 58 عاما والتي تشكل معقل منظمة "الكارتال" الذي يتزعمها. ويتمتع غوسمان في هذه المنطقة بدعم السكان الذين يعتبرونه محسنا إذ كان يوفر العمل للمزارعين ويرسل المواد الغذائية الى مآوي العجز ويقدم هدايا الى الأطفال بمناسبة عيد الميلاد. كما وأخذ التحقيق بعدا عالميا بسبب قوة كارتل سينالوا وتشعباته، وقد خصصت مكافأة قدرها 3.8 ملايين دولار لمن يقدم أي معلومة تساعد على توقيف غوسمان الذي سيحول المخرج ريدلي سكوت حياته الى فيلم سينمائي.