مأساة أسرية وإنسانية مشوبة بغير قليل من الحيرة النفسية، وسط تخبط في المواقف الرسمية، تلك التي تعيشها عائلة الحاجة المغربية المدعوة قيد حياتها السعدية رياض، التي انطلقت من سيدي البرنوصي بالدار البيضاء لأداء فريضة الحج، قبل أن تعلن مفقودة بسبب فاجعة التدافع بمشعر مِنى يوم عيد الأضحى. وزارة الخارجية قالت إن الحاجة السعدية توفيت على إثر حادثة الازدحام الشديد في منى، وهو ما اعتمدت عليه القنوات التلفزية الوطنية في بثها لمستجدات الحادثة المأساوية، بينما وزارة الأوقاف نفت خبر وفاتها، قبل أن تضطر الأسرة إلى إقامة جنازة للحاجة، فيما طالبتها الشرطة العلمية بالتريث قبل الإعلان عن وفاتها. هذا ملخص معاناة أسرة الحاجة المفقودة/ المتوفاة، وفق ما صرحت به رجاء دكالي، ابنة شقيقة السعدية، لجريدة هسبريس، والتي أضافت أن "العائلة مافتئت تتصل بالبعثة المغربية الرسمية للحج، دون جدوى؛ ما دفعها إلى نهج أسلوب "الواسطة" قصد التعرف على آخر أخبار السعدية. وتابعت رجاء دكالي، وهي كاتبة وملحنة وناشطة جمعوية أيضا، أن الجواب الذي حصلت عليه أسرة خالتها هو أنه لا يمكن ولوج ثلاجة الموتى بحي المعيصم بمكة، بينما أكدت وزارة الخارجية أن الحاجة توفيت، لكن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نفت ذلك، وأخبرت الأسرة بأن اسم السعدية لم يرد ضمن الوفيات. واسترسلت رجاء في حكيها: "أقامت عائلة الحاجة المختفية جنازة يوم 3 أكتوبر الجاري بعد أن أعلنت وزارة الخارجية عن وفاتها، لكن أفرادا من الشرطة العلمية جاؤوا للبيت الذي أقيم فيه العزاء، وطلبوا من الأسرة التريث وعدم التسرع في الإعلان عن وفاة السعدية، كما أخذوا عينات من لُعاب أخواتها لاستخراج البصمة الوراثية ADN. وأما على مستوى الجانب السعودي، تضيف المتحدثة، فإنهم أخبروا عائلة رياض بكونهم لم يصدروا أي بلاغ يشير إلى وفاة الحاجة المغربية المذكورة، وبأنها غير متوفية، وقد تكون في غيبوبة، أو أن فاعل خير تكفل بحالتها، بينما أكد متطوعون مغاربة بأن جثتها لا تزال في ثلاجة الموتى بالمشرحة، وأن قبر الحاجة فارغ. وتتساءل أسرة الحاجة الفقيدة بحرقة: "أين جثة السعدية رياض إن كانت متوفية؟، هل تم دفنها بمقابر مكة؟، أم أن جثتها التي قال البعض إنها وصلت مرحلة التحلل لا تزال في ثلاجة الموتى بالمشرحة؟ وأسئلة أخرى كثيرة تسبب فيها تضارب روايات الجهات المعنية بشأن حالة الحاجة ذات ال57 عاما. "لا زلنا نبحث عن جثة السعدية رياض، لا بلاغ عن وفاتها إلا من طرف وزارة الخارجية، في تناقض مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسلطات المملكة العربية السعودية، والشرطة العلمية للمملكة المغربية"، تؤكد رجاء دكالي، متحدثة بلسان عائلة الحاجة الفقيدة.