مأساة حقيقية تعيشها عائلة مغربية من تاونات، بعد أن تأكدت من وفاة أحد أبنائها في حادث التدافع الذي شهدته "منى" يوم العيد، وراح ضحيته أكثر من 700 حاجّ. ويتعلق الأمر بالحاجّ محمد الجوييل، المنحدر من قبيلة صنهاجة بتاونات، الذي توفي في حادث التدافع يوم الخميس، حيث نقل أحد المواطنين السعوديين الخبر لعائلته التي توصلت بصور جثته في مستودع الأموات بمستشفى "مِنًى الجسر". وبالرغم من تأكد العائلة من وفاة ابنها، إلا أنه، بحسب اللائحة التي نشرتها وزارة الخارجية والتعاون، لازال ضمن لائحة المفقودين التي تضم 34 حاجّا مغربيا، في ما انحصرت لائحة الوفيات في خمسة فقط، ليس من ضمنهم محمد الجوييل. إدريس الجوييل، الأخ الشقيق لمحمد، أكد، في تصريح ل"هسبريس"، أنه توصل بخبر الوفاة يوما بعد الفاجعة، وتواصل مع مسؤولي المستشفى الذين طالبوه بجواز سفر الفقيد من أجل إصدار شهادة الوفاة، ليتم دفنه كما حصل مع الحجّاج الذين توفوا في الحادث. وذكر إدريس أنه تحدث مع مسؤولي البعثة المغربية في الحجّ من أجل تفقد جثة أخيه، لكنهم رفضوا الاستجابة له، وأصروا على اعتبار أخيه "بمثابة المفقود"، وذلك ما أكده البلاغ الصادر عن وزارة الخارجية والتعاون حول عدد الوفيات والجرحى والمفقودين في حادث التدافع ب"منى". المتحدث ذاته شدد على أن المعطيات التي يتوفر عليها حول وفاة أخيه "دقيقة وموثقة"، بالرغم من عدم الاعتراف الرسمي بهذه الوفاة، مضيفا أن العائلة أقامت العزاء منذ يوم الجمعة، وقد تفاجأت بعد أن أعلن رسميا على أن محمد الجوييل ضمن لائحة المفقودين. واتهم المصدر ذاته البعثة الرسمية للمملكة إلى الديار السعودية ب"الاستهتار بأرواح الناس وإهمال الحجّاج"، مشيرا إلى أن أي مسؤول لم يذهب إلى المستشفى من أجل التأكد من خبر الوفاة. وحمل إدريس الجوييل مسؤولية الوضع الذي تعيشه العائلة لمسؤولي البعثة، خاصة مع امتناع إدارة مستشفى "مِنًى الجسر" عن دفن الجثة، في انتظار موافاتها بجواز السفر من أجل استصدار شهادة الوفاة. وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون قد أعلنت، أمس الاثنين، أن عدد الحجّاج المغاربة الشهداء إثر الحادث المأساوي بمشعر مِنًى، في أول أيام عيد الأضحى المبارك الخميس الماضي، بلغ خمس وفيات، يتم حاليا الاتصال بأسرهم، فيما بلغ عدد الجرحى الذين يتلقون العلاج بمختلف مستشفيات المملكة العربية السعودية ثمانية (5 حجّاج و3 حاجّات)، كما تم تسجيل 34 مفقودا، منهم 15 حاجّا و19 حاجّة.