استغلّ تلامذة مغاربة فرصة ذهابهم إلى البيت الأبيض بواشنطن لدعوة الرئيس الأمريكي إلى زيارة المغرب، وذلك خلال لقاء جمعهم بالمستشار الرئاسي المسؤول عن متابعة الملفات السياسية لدول شمال إفريقيا بالبيت الأبيض، حيث أكد المسؤول ذاته أنه سيعمل على إبلاغ باراك أوباما بالدعوة. وعن الآفاق المستقبلية لعلاقة الولاياتالمتحدةالأمريكية مع المغرب في المجال التربوي، فقد أشار المستشار الرئاسي في حديثه مع 20 تلميذا مغربيا وثلاثة أساتذة مؤطرين إلى أن جهات أمريكية مسؤولة ستلتقي، في القريب العاجل، بوزير التربية الوطنية المغربي لمناقشة آفاق وسبل التعاون التربوي بين البلدين في مجال التنشيط الشبابي الرقمي. ويأتي اللقاء الذي احتضنه البيت الأبيض في إطار برنامج "كريس ستيفنس للتبادل الرقمي الافتراضي"، الرامي إلى إشاعة ثقافة التعايش والتسامح وتمتين العلاقات الشبابية والمساهمة في تجويد التربية الحقوقية والتكنولوجية، إذ ناقش المسؤول الأمريكي والتلاميذ المغاربة عددا من القضايا المرتبطة بأهداف البرنامج ذاته. وتشارك في برنامج كريس ستيفنس للتبادل الرقمي الافتراضي خمس مؤسسات تعليمية مغربية بكل من الجديدة والقنيطرة وأكادير وواويزغت وزاكورة، ثلاث منها عمومية واثنتان خصوصيتان، وذلك تحت إشراف الشبكة المغربية للتربية والموارد "MEARN"، والشبكة الدولية للتربية والموارد "IEARN"، والمصالح التابعة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني. وشارك التلاميذ المغاربة في أوراش تربوية أطرها فريق متخصص في التربية الشبابية والحقوقية والرقمية، إذ عملوا على إنتاج أفلام قصيرة تحكي "قصصا من الحياة"، كما قاموا خلال تواجدهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية بتقديم عروض حضرها ممثلو وزارة الخارجية الأمريكية والسفير المغربي ورؤساء عدد من الجمعيات الأمريكية. وبحضور سفراء المغرب والجزائر وتونس وقطر والإمارات، استعرض الأستاذ المؤطر محمد الجعفري، والتلميذة سلمى بونصير، المراحل التي قطعها برنامج كريس ستيفنس للتبادل الرقمي الافتراضي، وما يرتبط به من أهداف تربوية وحقوقية وتكنولوجية، وتكلّل اللقاء بالإعلان عن تمديد البرنامج وتوسيعه ليشمل دولا أخرى. وزار الوفد المغربي مؤسسات تعليمية بكل من شيكاكو ونيويورك وواشنطن للتعرف على خصوصيات النظام التربوي الأمريكي، وتقديم عروض للتعريف بالمغرب وعاداته وتقاليده وانفتاحه وتعدّد ألوانه الثقافية، كما زاروا الكونكرس الأمريكي وعددا من المعالم العمرانية والمتاحف العلمية، والتقى رئيس جمعية الأصدقاء الأمريكيين للمغرب، ورئيس الجالية المغربية، وعددا من الأكاديميين والباحثين المغاربة. وأكّد الأستاذ توفيق هاشمي، أحد المؤطرين الذين رافقوا الوفد التلاميذي، في تصريح لهسبريس، أن نجاح برنامج كريس ستيفنس للتبادل الرقمي الافتراضي يعود بالأساس إلى حسن التدبير الذي تنهجه الشبكة المغربية بتعاون مع الشبكة الدولية للتربية والموارد، والمسؤولة عن الشؤون الثقافية بالسفارة الأمريكية، إلى جانب مصالح وزارة التربية الوطنية، مشيرا إلى أن هذه الزيارات تساهم في تعزيز الأدوار الديبلوماسية للخارجية المغربية من خلال الديبلوماسية الموازية للمجتمع المدني.