كتبت المجلة الأمريكية (ناشيونال أنتيريست)، يوم الجمعة المنصرم، أن التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمنح مليون دولار سنويا على مدى خمسة أعوام لفائدة مبادرة جي كريستوفر ستيفنس للتبادل الافتراضي تجسد قناعة والتزاما عميقين لفائدة الحوار بين الأديان والثقافات. وأشارت المجلة نصف الشهرية المتخصصة في القضايا الجيو استراتيجية أن "المغاربة يعترفون وينخرطون في هذا النوع من المبادرات، لأن المغرب باعتباره ملكية كان على الدوام حصنا منيعا للدفاع والنهوض بقيم التسامح والحوار بين الأديان، وكذا التفاهم بين مختلف الثقافات". وكان رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما، في البلاغ المشترك الذي توج لقاء القمة مع جلالة الملك، في شهر نونبر الماضي بالبيت الأبيض، هنأ جلالة الملك "على تفضله بالتعهد بمنح هبة قدرها مليون دولار في السنة، على مدى خمس سنوات، لفائدة مبادرة (جون كريستوفر ستيفنس للتبادل الافتراضي)، والتي تتوخى إرساء روابط بين الشباب من مختلف الفئات العمرية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ونظرائهم الأمريكيين". وأكد كاتب المقال أحمد الشرعي، ناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، أن التقاليد العريقة للتسامح والانفتاح التي يضطلع بها جلالة الملك تتجلى في القرار التاريخي للمغفور له جلالة الملك محمد الخامس، حينما أعرب عن موقف تاريخي عز نظيره بوضعه تحت جناحه الحامي حوالي 265 ألف مغربي يهودي الديانة في مقاومته للنازية وقوانين فيشي السيئة الذكر. من جهة أخرى، ذكرت مجلة (ناشيونال أنتيريست) بأن مبادرة التبادل الافتراضي جي كريستوفر ستيفينس، تسعى إلى رفع الحيف الذي طال هذا الدبلوماسي إثر اغتياله عبر تحويل التبادل عبر الوطني إلى قوة إيجابية في خدمة قوى الخير بالعالم. وأضافت أن عائلة ستيفنس تدعم هذا الجهد الذي تقوم به الحكومة الأمريكية والرامي إلى جمع الحكومات وقادة القطاع الخاص والهيئات غير الربحية عبر العالم، من أجل النهوض بالتنمية البشرية والتفاهم المتبادل من خلال الحوار والتبادل. ومن الأكيد أن تكون هذه المناقشات الموضوعة بطريقة تسمح برفع المنافع السيكولوجية والعملية للمشاركين فيها إلى أقصى درجة، ويتعلق الأمر بالأساتذة والموجهين الذين سيكون عليهم انتقاء مجموعات من الشباب للمشاركة في مناقشات ومؤتمرات عبر الفيديو. وأبرزت أن جلسات الحوار لن تقتصر على تجارب محددة بالنسبة للمشاركين، بل سوف تكون عبارة عن سلسلة من الجلسات المتكررة، التي ستمكن المشاركين من بناء علاقات خلال أسابيع من التبادل. وخلصت إلى أنه سيكون بإمكان المواطنين العرب غير القادرين على السفر المشاركة في برامج تعليمية عن بعد، إذ سيجري تكييفها مع حاجاتهم الاقتصادية وسوق الشغل المحلية، ما سيمكنهم من اكتساب مهارات جديدة بتطبيقات فورية وملموسة.