مباشرة بعد اشتعال فتيل ما بات يعرف ب"الأزمة المغربية السويدية"، بسبب مساندة بعض الأحزاب اليسارية في السويد لجبهة البوليساريو، ودعوتها لتحقيق مطلب الانفصال عن المغرب، تقوم عدد من القيادات الانفصالية بعدد من الزيارات "المكوكية" لبلدان أوروبية، من أجل تطويق التحركات المغربية، التي بدأها وفد تقوده نبيلة منيب، الأمينة العام لحزب الاشتراكي الموحد لمملكة السويد. هذه الزيارات، التي تهدف بحسب قيادات الجبهة، إلى كسب المزيد من الدعم من قبل دول أوروبية، وانتزاع اعترافها بما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، حيث التقت هذه القيادات مسؤولين رسميين وكذا ممثلين عن الأحزاب السياسية، في كل من النرويج والدنمرك وسويسرا ، بالإضافة إلى ألمانياوالسويد. وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام تابعة لجبهة البوليساريو، بأن منسقها في الأممالمتحدة، محمد خداد، قام بعدد من الزيارات التي قادت إلى ألمانيا، حيث عقد لقاءات خلال هذا الأسبوع، مع نواب في البرلمان والأحزاب السياسية، ومسؤولين من وزارة الخارجية الألمانية، حيث طالب ألمانيا والاتحاد الأوروبي، بلعب دور أكثر "فعالية" في قضية الصحراء، ومساعدة ما أسماه "الشعب الصحراوي" في تقرير المصير. المسؤول ذاته، إلى جانب محمد ليمام، ممثل الجبهة في النرويج، أجرى أيضا مباحثات مع أحزاب نرويجية وفعاليات من المجتمع المدني في مقر وزارة الخارجية النرويجية، من اجل حد هذا البلد الإسكندنافي على الاعتراف بجبهة البوليساريو ك"ممثل شرعي للصحراويين"، والاعتراف ب"الجمهورية"، مؤكدا على ضرورة "دفع المملكة المغربية لاحترام الشرعية الدولية من خلال تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الحرية وتقرير المصير". وتأتي زيارة محمد خداد إلى النرويج، مباشرة بعد زيارته للدنمرك، بداية أكتوبر الجاري، حيث التقى أعضاء من لجنة الشوؤن الخارجية بالبرلمان الدنمركي، واستعرض خلال اللقاء بحسب إعلام البوليساريو، آخر تطورات النزاع حول الصحراء. تحركات قياديي الجبهة لم تكن فقط على صعيد الإسكندنافية فقط، بل امتدت أيضا إلى اسبانيا، حيث التقى خطري أدوه، رئيس ما يعرف ب"المجلس الوطني الصحراوي"، بممثلين عن المجتمع المدني في إسبانيا، حيث أكد أن المبادرة المغربية القاضية بالحكم الذاتي "لا يمكنها أن تشكل قاعدة للحل" ، مشددا أنه "لم يعد أمام بان كي مون سوى فرصة واحدة لتقديم تقرير بشأن تطورات النزاع قبل انتهاء عهدته العام المقبل". هذا في الوقت، الذي ذكرت فيه تقارير صحفية، أن الانفصالية أمنتو حيدر، تعتزم زيارة مملكة السويد، كرد فعل على زيارة الوفد المغربي ذي تقوده اليسارية نبيلة منيب للسويد، ولقائه بعدد من ممثلي الأحزاب هناك، كما تسعى امنتو حيدر إلى تتويج اعتراف الأحزاب السويدية ب"الجمهورية الصحراوية" باعتراف رسمي من البرلمان.