يرتقب أن تفتح "اتصالات المغرب" شبكتها النحاسية للاتصالات الثابتة في وجه منافسيها في القطاع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مباشرة بعد إصدار الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات يوم أمس الثلاثاء لقرار يتعلق بتحديد الإجراءات التقنية والتسعيرية لعرض الجملة "بتستريم" لتقاسم الحلقة المحلية والحلقة المحلية الفرعية ل"اتصالات المغرب". وفيما ينتظر أن تقدم "اتصالات المغرب" على نشر تفاصيل هذا العرض الجديد على موقعها المؤسساتي في شبكة الأنترنيت في منتصف الشهر الجاري، أكد مسؤولو الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن هذه الخدمة الجديدة، التي حددت الANRT أسعارها بالجملة، سواء في ما يتعلق بالصوت أو بنقل البيانات، ستتيح لمتعهدي الشبكات العامة للاتصالات إمكانية تقديم خدمات الاتصالات لمشتركيهم عبر ولوج خطوط الهاتف النحاسية الخاصة بالمتعهد الذي يملك حلقة محلية. وقالت الوكالة في بيان صحافي حصلت هسبريس على نسخة منه: "يمكن لهذه العملية أن تتم من خلال تجميع الرواج وتوجيهه بين تجهيزات المشتركين النهائيين المعنيين ونقطة وجود المتعهدين الآخرين". وترى الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن تقاسم البنيات التحتية بين شركات الاتصالات يوفر لها ملايين الدولارات، في الوقت الذي ترتفع تكلفة الاستثمار في حال قررت كل شركة الاستثمار لوحدها في بنياتها التحتية، معتبرة أن القرار الجديد يأتي لتكميل رافعات التقنين المعمول بها حاليا، خاصة في ما يتعلق بالتقسيم الفعلي والعملي للحلقة المحلية، مما سيساهم في تطوير الهاتف الثابت في سوق الاتصالات بالمغرب. وسبق لعبد السلام أحيزون، الرئيس المدير العام للمتعهد التاريخي لقطاع الاتصالات في المغرب، أن أكد في تصريح سابق لهسبريس أن "اتصالات المغرب منفتحة على جميع الفاعلين في قطاع الاتصالات والجهات المعنية، حول موضوع تقاسم تجهيزاتها للهاتف الثابت والأنترنيت الأرضي". كما أوضح أحيزون أن "اتصالات المغرب" ليست ضد تقاسم بنيتها التحتية، كما ينص على ذلك القانون، مشيرا إلى توفر الشركة على عرض تقني واضح مصادق عليه من طرف الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، واطلع عليه الفاعلون في القطاع منذ أن تم طرحه قبل 7 سنوات. مضيفا "نحن لا يسعنا سوى أن نرحب بالمنافسة العادلة". وكان عز الدين منتصر بالله، المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، قد أكد أن التسريع بتفعيل وتيرة التقسيم الحلقي لشبكة الهاتف الثابت سيساهم في إدخال مزيد من المنافسة إلى سوق الأنترنيت العالي الصبيب وفائق السرعة في المغرب. وأفاد منتصر بالله هسبريس بأن المنافسة ستحمل المتعهدين الثلاثة بقطاع الاتصالات على تسويق خدمات الهاتف الثابت والأنترنيت بأسعار معقولة وجودة عالية"، معتبرا أن "دخول المنافسة إلى هذا السوق ستتيح تسويق خدمات متكاملة للأنترنيت عالي الصبيب وفائق السرعة إلى جانب تسويق خدمات استقبال القنوات التلفزية المغربية والأجنبية عبر الأنترنيت إلى جانب الهاتف الثابت، مما سيساهم في خفض الأسعار".