يستعرض الوفد المغربي، الذي يترأسه رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، الذي يتولى الرئاسة الدورية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، اليوم الثلاثاء بستراسبورغ، إلى جانب مجموعة أوروميد للبرلمان الأوروبي، قائمة أولوياته وبرنامج عمل الرئاسة. ويقدم المغرب مستعينا بامتداده الإفريقي، خارطة طريق طموحة كفيلة بإعطاء دفعة جديدة لعمل الجمعية البرلمانية والدفع بالحوار الأورومتوسطي، باعتبار أنه "شريك محوري في مسلسل برشلونة، وبالنظر إلى تجربته الطويلة في تدبير الأزمات الإقليمية خصوصا في الفضاء المتوسطي. وتعتزم المملكة، بصفتها شريكا متينا وذا مصداقية لسياسة الجوار الأوروبية، أن تضفي دينامية جديدة على عمل الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية، بالنظر إلى أن الشراكة القائمة بين المؤسسات البرلمانية لدى الطرفين تتطابق، في مختلف أبعادها ومجالات عملها، مع مشروع المجتمع الديمقراطي الذي يوطده المغرب. وينتظر أن يمنح المغرب، كقاطرة أساسية للتعاون جنوب- جنوب، هذه الرئاسة امتدادا إفريقيا، ويشكل بالتالي جسرا بين أوروبا والفضاء المتوسطي وإفريقيا، وهو ما يعزز دينامية الشراكة بين القارتين، واستشراف فضاء مشترك للتفكير والتنسيق، من أجل إيجاد حلول ناجعة للمشاكل والانشغالات المشتركة. وأفاد جيل بارنيو، رئيس مجموعة الصداقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بالبرلمان الأوروبي، أن الرئاسة المغربية للاتحاد البرلماني الإفريقي تشكل واجهة لبناء قنوات صلبة بين أوروبا وإفريقيا، آملا في أن يتخذ الحوار الأورومتوسطي انطلاقة جديدة بفضل الرئاسة المغربية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط. وأبرز المتحدث أن المغرب يعد أحد البلدان الرائدة في مجال الطاقات المتجددة التي يمكن لأوروبا أن تبني معها شراكات تمكنها من تلبية جزء مهم من حاجياتها الطاقية"، مضيفا أن "المغرب بإمكانه تطوير علاقات تكاملية وتقديم اقتراحات هامة، خصوصا عشية انعقاد المؤتمر العالمي حول المناخ الذي سينظم نهاية نونبر القادم بباريس. ويشكل البرنامج والأولويات المعتمدة من قبل المغرب خارطة طريق متجهة إلى مستقبل شعوب الفضاء الأورومتوسطي، وتتجاوز بالتالي انشغالات اللحظة الراهنة المرتبطة بحركة الأشخاص والأمن. وعلى ضوء التطورات السياسية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تفرض نفسها على المنطقة، سيرفع المغرب لواء رؤية جديدة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط تتطلع إلى شراكة متجددة بين الشمال والجنوب.