ألغى خالد سفير، والي الدارالبيضاء الكبرى، أول مهرجان لشراب "الجعة" في المدينة الذي كانت تعتزم شركة "براسري المغرب" تنظيمه طوال 30 يوما، وذلك بسبب "عدم احترام الجهات المنظمة للضوابط والمساطر القانونية الجاري بها العمل في هذا المجال". وأفادت ولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى، في بيان توضيحي اليوم، بأن مصالحها قامت بالاتصال بالشركة المعنية، للتوقيف الفوري للحملة الدعائية للمهرجان، وسحب كافة الإعلانات الإشهارية المرتبطة بها، والامتناع عن تنظيم أي مهرجان من هذا النوع". وقال مصدر مسؤول لهسبريس إن شركة "براسري المغرب" أخبرت سلطات ولاية الدارالبيضاء أنه "لم يكن في نيتها تنظيم أي مهرجان للجعة، وأن الإعلانات التي تم تعميمها على بعض الصحف الفرانكفونية، كانت لأهداف دعائية ليس إلا" وفق تعبيره. وكانت شركة "براسري المغرب"، العاملة في مجال تعبئة وتسويق المشروبات الكحولية في المغرب، قد أعلنت عن برمجتها لمهرجان الجعة "البيرة"، لمدة شهر كامل انطلاقا من الثامن من شهر أكتوبر، وإلى غاية الثامن من شهر نونبر بمدينة الدارالبيضاء. جس نبض وحريات فردية وكان إعلان ذات الشركة عن تنظيم مهرجان للجعة بالدارالبيضاء، قد لاقى ردود فعل متباينة، حيث عبر البعض عن رفضه للمهرجان، فيما اعتبر آخرون أن تنظيمه مؤشر لتحديد مدى احترام الحريات، في حين نفت وزارة السياحة منحها أي تصريح لإقامة المهرجان. وقال أحمد حبشي، القيادي بالحزب الاشتراكي الموحد، إن "استهلاك الجعة أمر موجود داخل المجتمع المغربي"، مضيفا أن "حدث تنظيم مهرجان الجعة بالدارالبيضاء كان بإمكانه أن يطلعنا على ردود فعل المواطنين، لأنه من الجيد معرفة آفاق حرية الناس وحدودها". وأبرز المتحدث، في تصريحات لهسبريس، أن المجتمع المغربي ما يزال مجتمعا "تقليديا وضد الديمقراطية والحرية"، مردفا بأنه "يمكن أن يواجه المواطنون بعض الأمور بعنف، على عكس ما تواجهها السلطات، فأحيانا تكون هناك قوانين جد متقدمة بالنسبة للمواطنين" على حد تعبيره. ومن جانبه، قال أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن المغرب منتج ومستهلك للجعة، وهو أمر مثبت من خلال قانون المالية والضرائب المفروضة على مثل هذه المشروبات، مضيفا: "لا يوجد أي مشكل قد ينتج عن تنظيم مهرجان الجعة مادام ليس هناك أي ضرر يمكن أن يمس حقوق الإنسان". وفي الوقت الذي تحدث فيه البعض عن كون وزارة السياحة هي من منحت الترخيص لشركة "براسري المغرب" لتنظيم المهرجان، نفى وزير السياحة، لحسن حداد، علمه بذلك، وقال لهسبريس "إن من يريد أن يشرب الجعة فهذا شأنه، ومن يريد أن يحتفل بها فذاك شأنه، ومن يريد أن يبتعد عن هذه الأمور فله ذلك"، بحسب قوله. وكانت حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، قد بادرت من جهتها إلى إعلان رفضها الشديد لإقامة مهرجان الجعة بالبلاد، وأصدرت بيانا تندد فيه بتنظيم هذا المهرجان، محملة مسؤولية تنظيمه إلى جهات في الحكومة، وداعية إلى التراجع عنه".