لم يكن يدور في خلد "هرو واعي"، الرجل البالغ 68 سنة من العمر، والمنحدر من جماعة ايت حديدو بقيادة الريش التابعة لعمالة الرشيدية، أن الآلام التي يعاني منها منذ شهرين خلت، والتي حرمته من الأكل والشرب، كانت بسبب عملية جراحية أجراها قبل 4 سنوات، وبالضبط سنة 2011 بمصحة خاصة بالرشيدية. وفي تفاصيل الواقعة، التي يصفها "هرو الواعي" بأنها نصب واحتيال، أورد قريب له، في تصريح لهسبريس، أن المريض قصد مصحة خاصة بالرشيدية سنة 2011 بعد أن أحس بآلام في جهازه الهضمي، وكشفت التحاليل والفحوص الطبية تعرض "المرارة" لأضرار كبيرة، ما استوجب حسب الطبيب المعالج إجراء جراحة لاستئصالها. لم يتردد المريض في الموافقة على الخضوع للجراحة للتخلص من "المرارة"، وبعد العملية اعتذر الطبيب عن إمكانية تسليمها للعائلة لإخضاعها للتحاليل المخبرية لتحديد حالتها، متذرعا بكونها تعرضت للتحلل. وبعد تحسن وضع هرو الصحي، غادر الرجل الستيني المشفى الخاص صوب بيته، فرحا بانتهاء معاناته مع المرض الذي أنهك جسده، فعاش طيلة أربع سنوات على إيقاع الألم وتناول المسكنات، ليتفاقم وضعه الصحي، ويقرر عيادة طبيب آخر بمدينة مكناس، والذي فاجأه بعد الفحص وإجراء كشف بالأشعة أن "المرارة" متضررة وتستوجب الاستئصال لوجود حصى وقرب تعرضها للتلف. معطى جعل المريض وأسرته يستغربون، مقدمين للطبيب أوراقا تثبت إجراء الجراحة نفسها بمصحة خاصة بالرشيدية سنة 2011، ليؤكد لهم أنهم وقعوا ضحايا احتيال، وضرورة إجراء الجراحة بشكل مستعجل، مخبرا إياهم أن الضرر سيطال الكبد في حالة التأخر. وأمام الوضع المستجد، وافق المريض على إجراء الجراحة التي تكللت بالنجاح، وتسلم اليوم الأحد "المرارة" المريضة لإخضاعها لتحاليل مخبرية، ويرتقب أن يغادر المصحة التي يرقد فيها بالعاصمة الإسماعيلية بعد تماثله للشفاء. "هرو الواعي" يصر على متابعة المصحة والطبيب الجراح بالرشيدية، مباشرة بعد تماثله للشفاء، حيث "سيستعين بتقارير العملية الأولى والعملية الثانية لإثبات تعرضه للنصب وتعريضه حياته للخطر"، يقول قريب له، في تصريح لهسبريس، ويضيف متسائلا: "كيف يمكن لمصحة أن تتاجر في حياة إنسان من أجل 11 ألف درهم؟"، مشددا على أن "واعي لا يرغب في تعويض أو ما شابه، لكنه يصر على فضح المصحة لتجنيب آخرين من الوقوع في شراكها".