أمر قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا اليوم الأربعاء، بإيداع يونس شقوري ، المرحل من قاعدة غوانتنامو، السجن المحلي بسلا بعد الاستماع إليه في إطار الاستنطاق التمهيدي، وذلك للاشتباه في تورطه في أفعال إرهابية، حسب ما علم لدى مصدر قضائي. وأضاف المصدر ذاته أن المتهم الذي أحيل اليوم على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط وجهت له تهم منها على الخصوص "المس بأمن الدولة الداخلي". وكان بلاغ للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط قد أفاد أن يونس شقوري المرحل من قاعدة غوانتنامو قد تم إيداعه، يوم 16 شتنبر الجاري رهن الحراسة النظرية للبحث معه "في اشتباه تورطه في ارتكاب أفعال إرهابية". وفي غضون ذلك روى شقوري، "قصة رهيبة" عن الطريقة غير الإنسانية التي تم بها ترحيله لمدة ست ساعات على متن طائرة عسكرية أمريكية، مكبل اليدين والرجلين ومعصب العينين والأذنين، حيث تم تكبيله بطريقة مهينة إلى كرسي، دون أن يسمح له بأية حركة عادية. يقول شقوري، وفق ما رواه لمحاميه خليل الإدريسي، إن طريقة ترحيله على متن الطائرة الأمريكية ذكرته بأول يوم جرى فيه اعتقاله في باكستان قبل 14 سنة، موردا أنه، طيلة مدة ست ساعات، ظل محروما من الحركة والسمع والبصر، "حتى المرحاض لم أقصده لحالة الترهيب التي عشتها"، يقول شقوري على لسان الإدريسي الذي تحدث لهسبريس مستنكرا "المعاملة اللا إنسانية والإساءة التي تعرض لها أثناء ترحيله من غوانتنامو (...) لدرجة أن حالته النفسية متذمرة ولا زالت تؤثر عليه بشكل كبير". الإدريسي أضاف أن عناصر الشرطة القضائية المغربية تعاملوا بشكل جيد مع شقوري، خلال مرحلة الحراسة النظرية، موردا أن الإجراءات القانونية المتبعة من طرف السلطات المغربية محترمة، فيما استنكر بشدة ازدواجية السلطات الأمريكية "التي قالت عام 2010 إنه لا يشكل خطرا على أمنها القومي (...) وخلال ترحيله ربطته إلى كرسي على متن طائرة عسكرية، وكأنه مجرم خطير"، معتبرا أن المنطق السليم كان يستدعي تسليمه على متن طائرة مدنية وبشكل عادي. من جانبها، قالت منظمة "Reprieve" الدولية، التي يوجد مقرها بلندن وتضم محامين دوليين وفاعلين حقوقيين، إن يونس شّقُوري تعرض لسوء معاملة أثناء ترحيله من المعتقل الأمريكي إلى الأراضي المغربية، معبرة، ضمن بلاغ لها توصلت به هسبريس، عن قلقها من تعرضه للتعذيب والترهيب علي يد السلطات الأمريكية، "خاصة أنها قررت عام 2009 تحريره لأنها اعتقلته خطأ كما زعمت". وبعد قضائه 14 سنة داخل زنازين معتقل غوانتنامو الأمريكي المقام على الأرض الكوبيّة، دون محاكمة، أقدمت واشنطن، الأسبوع الماضي، على تسليم يونس شقوري للرباط، بعد أن اعتقلته إبان غزوها أفغانستان عام 2002، قبل أن توصي ست وكالات حكومية أمريكية عام 2009، من ضمنها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA)، بعدم إدانته وبأنه لا يمثل خطرا على الولاياتالمتحدة وحُلفائها.