أكد المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عبد الرفيع الزويتن، على أن المغرب أعطى للجهوية دورا هاما ومفهوما جديدا، وذلك وعيا منه أن "تبادل التجارب والخبرات، ليس فقط على صعيد الحكومات المركزية بل بين مختلف المدن السياحية العالمية، هو الكفيل بتطوير القطاع السياحي، وجعل الساكنة تستفيد من كل مقوماته وعائداته". كلمة زويتن جاءت خلال الافتتاح الرسمي للمؤتمر السنوي الرابع للمنظمة العالمية للمدن السياحية، الذي تحتضنه الرباط وفاس على امتداد يومين، والذي حضره عن الجانب المغربي الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي اضريس، وعمدة الرباط السابق، فتح الله ولعلو، والعمدة الحالي، محمد الصديقي، وأحمد اخشيشين، رئيس جهة مراكش- أسفي، وعبد العزيز العماري، عمدة الدارالبيضاء. المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة قال إن المغرب الذي راكم تجربة رائدة على الصعيد الإفريقي والعربي في الميدان السياحي، "كان دائما من السباقين إلى الدعوة إلى تدعيم وتقوية التعاون والتبادل بين مختلف الحواضر السياحية العالمية في كل المجالات المكونة للقطاع السياحي، من فندقة وتكوين وتسويق وترويج ودعاية". واعتبر المتحدث أن هذا التوجه أفضى لتكون التجربة المغربية مرجعا يتقدى به، معتبرا أن الجوائز التقديرية والإشادات من مختلف الهيئات والمؤسسات الدولية المشهود لها، تؤكد تألق المغرب سياحيا وتميزه على الصعيد القاري والدولي، مؤكدا أن المكتب الوطني المغربي للسياحة مستعد لبذل كل ما في وسعه لبلورة ما اتفق عليه خلال هذه التظاهرة، وللتعاون مع كل المتدخلين من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة. وزير السياحة المغربي، لحسن حداد، وفي معرض كلمته أمام 400 مشارك يمثلون 73 مدينة تنتمي إلى 42 بلدا، وممثلي 100 مؤسسة دولية تشتغل في القطاع السياحي، وصحافيين دوليين، قال إن احتضان المغرب للحدث الذي وصفه ب"الهام"، هو اعتراف بالمكانة التي أصبح المغرب يتبوأها في الخارطة السياحية العالمية، مبرزا أن ذلك تم "نتيجة للنضج الذي وصل إليه القطاع في بلدنا، وكذلك لصواب ودقة الرؤية التي وضعها المغرب لتطوير الصناعة السياحية". واعتبر حداد أن انعقاد القمة في المغرب فرصة حقيقية للهيئات المحلية المنتخبة من أجل تبادل الأفكار والرؤى والاستفادة من التجارب الناجحة لكبريات المدن السياحية العالمية والمساهمة في دينامية التنمية السياحية في المغرب، مشددا على أن ربح رهان رؤية 2020 رهين بمشاركة فعالة للمنتخبين وعلى رأسهم العمداء، وأضاف: "لقد اخترنا أن نشتغل في إطار برامج عقدة جهوية في مجموع التراب الوطني، وذلك لضمان تنمية مستدامة للصناعة السياحية، واستفادة الساكنة المحلية من عائداتها". وزير السياحة يرى أن "بلوغ الأهداف المسطرة يبقى مستحيلا دون اعتماد سياسة واضحة وصارمة لتهيئة المجال الحضري والنظافة والنقل (...) إضافة إلى هذا، فإن مدننا تحتاج أن تكون حية وذكية و(connectées)، في الوقت الذي أصبحت فيه التكنولوجيات الحديثة عنصرا لا محيد عنه لعيش الجميع، لهذا فإن طموحنا هو بناء مدن مستدامة ومزدهرة قادرة على خلق الثروة وفرص العمل للجميع". وطالب لحسن حداد جميع المتدخلين دعم وتشجيع المبادرات التي تهدف للتعريف بالوجهات السياحية وتطوير الجودة وجذب الاستثمارات في مجال الترفيه والتنشيط والتكوين، داعيا المسؤولين عن المدن والجهات ليكونوا "أكثر جرأة وأكثر إبداعا لتطوير أكبر للأنشطة الخضراء والطاقة الشمسية والطاقات المتجددة والاقتصاد التضامني".