فيما اعتبر محاولة جديدة لإرضاء ملايين الغاضبين المحتشدين منذ 12 يوما بميدان التحرير، قدم الرئيس المصري حسني مبارك استقالته من منصبه كرئيس للحزب الوطني الحاكم في مصر كما صدر قرار بإقالة صفوت الشريف وجمال مبارك من قيادة الحزب وتعيين حسام بدراوي أمينا عاما للحزب. هذا ويبحث النائب الجديد للرئيس المصري عمر سليمان وقادة الجيش المصري مختلف الفرضيات الرامية الى الحد من سلطة الرئيس حسني مبارك وإبعاده عن القصر الرئاسي، كما ذكرت السبت صحيفة نيويورك تايمز. وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين اميركيين ومصريين، ان هذه الفرضيات المختلفة لا تقضي بدعوة الرئيس إلى التنحي فورا. لكنها ستتيح تشكيل حكومة انتقالية برئاسة عمر سليمان الذي يجري مفاوضات مع شخصيات من المعارضة حول تعديلات للدستور المصري وإصلاحات اخرى. وفي القاهرة، ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الرئيس مبارك التقى السبت مع أعضاء من حكومته الجديدة، ولم تقدم مزيدا من التفاصيل. لكن نيويورك تايمز كتبت ان من بين الفرضيات المطروحة للمناقشة من اجل تأمين مخرج مشرف للرئيس، اقتراح بأن يذهب مبارك للسكن في منزله بشرم الشيخ على البحر الأحمر، او ان يذهب لتلقي العلاج كما دأب على ان يفعل كل سنة في المانيا، على ان يطول العلاج هذه المرة. وبقي الضغط الشعبي والدولي قويا السبت على الرئيس المصري حسني مبارك في اليوم الثاني عشر من انتفاضة لا سابق لها. ولم يبد مبارك الذي تدعوه الولاياتالمتحدة الى الرحيل اي اشارة تدل على ذلك. وقد ترأس صباح السبت اجتماعا وزاريا ضم رئيس الحكومة وعددا من الوزراء. وفي ميدان التحرير، واصل المحتجون ضغطهم وهم يرددون "ارحل ارحل". وهم يريدون منع الدبابات من الرحيل معبرين عن خشيتهم من هجمات محتملة لانصار مبارك. وفي الصباح عندما سمعوا هدير محركات الدبابات والمدرعات، هرع عشرات المتظاهرين ليجلسوا حول المحركات وهم يتوسلون الى العسكريين البقاء في الساحة. فبالنسبة لهم، يشكل وجود الجيش حماية في وجه انصار الرئيس المصري الذين حاولوا مرات عدة اقتحام حواجزهم ورشقوهم بالحجارة واطلقوا النار في بعض الاحيان. وهم يخشون خصوصا ان يرفع العسكريون سيارات الشرطة والشاحنات المحترقة التي تغلق الميدان. وقد دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس نظيره المصري الى الاصغاء لمطالب الشعب. وقال ان مبارك "يجب ان يتنبه لما يطالب به الناس ويتخذ قرارا منظما وبناء وجديا"، مؤكدا ان "المشاورات" بدأت حول الانتقال السياسي.