أكد شهود عيان ل " سي إن إن " بالعربية ، أن عناصر من وحدات المشاة في الجيش المصري باشرت الانتشار في داخل أحياء العاصمة القاهرة ، في مسعى للتصدي لعمليات السلب والنهب المنتشرة على نطاق واسع ، والتي يعتقد أنها من تنفيذ عصابات خرجت من الأحياء العشوائية ، ومن سجناء فروا خارج السجون، مستغلين حالات الفوضى .أكد شهود عيان من جانبه ، كشف السياسي الإسرائيلي ، بنيامين بن أليعازر ، أنه اتصل مؤخراً بالرئيس المصري ، حسني مبارك ، الذي طمأنه إلى الوضع في بلاده ، رغم الاحتجاجات التي تشهدها ومطالب الإطاحة بالنظام ، وأكد أن مبارك قال له إن القاهرة " ليست بيروت ولا تونس " ، في إشارة إلى العاصمتين العربيتين اللتين شهدتا إسقاط حكومات بتحركات في الشارع . وقال بن أليعازر ، في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي السبت: "أكد لي مبارك أن السلطات المصرية تعرف ما يجري في الشارع ، وقد جهزت الجيش مسبقاً " . وأضاف بن أليعازر ، المعروف بتمتعه بعلاقات شخصية متينة مع مبارك إن أي نظام قد يحكم مصر سيحترم معاهدة السلام ويعتبرها تصب في مصلحة إسرائيل ، إلا في حالة وصول نظام مدعوم من حركة الإخوان المسلمين . وأكد بن أليعازر أن اللواء عمر سليمان الذي عُين السبت نائباً للرئيس المصري ، متمسك بقوة بهذا الموقف . وقد حققت المؤسسة العسكرية المصرية خطوة جديدة على طريق زيادة نفوذها في السلطة ، فبعد ساعة من تأدية وزير المخابرات ، اللواء عمر سليمان ، قسم منصبه الجديدة كنائب للرئيس حسني مبارك ، أعلنت الرئاسة المصرية عن تكليف الفريق أحمد شفيق ، قائد سلاح الجو السابق ووزير الطيران الحالي بتشكيل حكومة جديدة ، وسط نفي رسمي لفرار نجلي الرئيس ، جمال وعلاء مبارك ، إلى لندن . ويأتي تكليف شفيق بعد استقالة الحكومة السابقة ، برئاسة أحمد نظيف ، عصر السبت ، بطلب من الرئيس المصري تحت ضغط الشارع الذي خرجت فيه مظاهرات عملاقة مطالبة بإصلاح السلطة وتغيير القيادات . وكان شفيق قد تسلم قيادة أركان القوات الجوية المصرية ثم قيادتها العامة منذ مطلع العقد التاسع من القرن الماضي ، وبعد تقاعده من منصبه العسكري تولى وزارة الطيران المدني وحافظ على منصبه فيها حتى اختياره لقيادة الحكومة الجديدة . وكانت الصحافة العالمية قد أبرزت شخصية شفيق خلال العام المنصرم ، حتى قبل اندلاع المواجهات في البلاد ، ورشحته صحيفة " وول ستريت جورنال " لخلافة مبارك نفسه ، بناء على معلومات قالت الصحيفة إنها استقتها من مصادر دبلوماسية غربية ومصرية . واعتبرت الصحيفة أن شفيق هو أحد أفراد الدائرة الضيقة من العسكريين الحاليين والقدامى المحيطين بمبارك ، وقد أثبت جدارته العسكرية في منصبة ، وكذلك جدارته في الخدمة المدنية بعد أن أحدث تعديلات وإصلاحات واسعة في قطاع الطيران التجاري المصري . وفي سياق منفصل ، أورد التلفزيون المصري الرسمي بياناً كذّب فيه ما جاء في بعض وسائل الإعلام عن فرار جمال مبارك ، نجل الرئيس المصري ، والذي كان يراه البعض مرشحاً أساسياً لخلافته ، برفقة شقيقه علاء إلى العاصمة البريطانية لندن . وكانت بعض وسائل الإعلام قد تناولت هذا الأمر من باب المقارنة بين ما يجري في مصر وما جرى في تونس ، عندما فر عدد من أفراد عائلة الرئيس السابق ، زين العابدين بن علي ، مصطحبين معهم جزءا من ثرواتهم . وكانالتلفزيون المصري قد أعلنالسبت ، أن أمين التنظيم في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم أحمد عز قدم استقالته ، وإنه تم قبولها . وعز هو رجال أعمال معروف ، ويعد أقرب مسؤولي الحزب إلى جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب وأمين السياسات وهو صاحب أبرز مصانع الحديد في البلاد . وكان معارضون ونشطاء مصريون يروجون لاعتقاد على نطاق واسع أن أحمد عز هوأحد مهندسي ما وصفوه بالتزوير الواسع لانتخابات مجلس الشعب المصري التي جرت نهاية العام الماضي . وكانت حكومة رئيس الوزراء المصري ، أحمد نظيف ، قدمت استقالتها رسمياً ، السبت ، على خلفية قرار الرئيس حسني مبارك ، إقالة الحكومة وتشكيل أخرى جديدة في محاولة لتهدئة أخطر احتجاجات شعبية تشهدها البلاد . ونقلت قناة " النيل " الرسمية أن أعضاء الحكومة تقدموا باستقالتهم ، في الوقت الذي أورد فيه التلفزيون المصري مناشدة القوات المسلحة للمواطنين الالتزام بحظر التجول ، قائلا إن حصيلة ضحايا الاحتجاجات وصلت 38 شخصا، بينهم 10 من رجال الأمن . وفي الغضون ، وضعت السلطات المصرية ، زعيم المعارضة والمدير السابق لوكالة الطاقة الذرية ، محمد البرادعي ، الذي عاد إلى القاهرة الخميس للمشاركة في الاحتجاجات ، قيد الإقامة الجبرية بمنزله ، وفق ما كشف مصدر أمني بارز ل " سي إن إن " .