أبدت جبهة البوليساريو الانفصالية نشوتها وسعادتها الغامرة بعد انتخاب جيريمي كوربين، 66 عاما، زعيما للحزب العمالي البريطاني، وهو أكبر قوة معارضة في البلاد، في مؤتمر استثنائي أعلنت نتائجه أخيرا، مبرزة أن اختيار "كوربين" دعم لنضال ما سمته "الشعب الصحراوي". تربع جيريمي، المعروف بمواقفه المناوئة للطرح المغربي في قضية الصحراء، على رأس الحزب العمالي البريطاني، اعتبره متابعون بمثابة "مكسب" لجبهة البوليساريو، باعتبار أنه مؤسس ما يسمى ب"المجموعة البرلمانية للصداقة مع الشعب الصحراوي"، كما سبق له أن تقدم بمقترح للبرلمان البريطاني، عام 2002، يطالب فيه بتنظيم استفتاء لتقرير مصير "الشعب الصحراوي". مواقف زعيم ال"PTB"، من قبيل تأسيس منظمة برلمانية لدعم الحركة الانفصالية عام 1983 بهدف المطالبة باستقلال الصحراء عن المغرب، وكذا قيامه بزيارات رسمية متكررة لمخيمات تندوف، آخرها السنة الماضية رفقة وفد يضم فاعلين جمعويين وصحفيين، قصد الوقوف على "الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها المملكة في حق الصحراويين"، على حد قوله. وسارع زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، محمد عبد العزيز، إلى تهنئة جيريمي كوربين بمناسبة فوزه على رأس حزب العمال البريطاني، كما هنأ أيضا كافة أعضاء حزبه وقيادته الجديدة المنتخبة، وكذا الشعب البريطاني بمناسبة انتخابهم زعيما جديد، معلقا بأن "اختيار كوربين في هذا التوقيت اعتراف بروح النزاهة والتضامن والقيم الإنسانية العالية". وأضاف زعيم الانفصاليين أن "دعم كوربين لكفاح الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال ظل ثابتا لا يتزعزع، بدليل الأسئلة المكتوبة التي أرسلتموها من خلال المجموعة البرلمانية من أجل الصحراء الغربية داخل البرلمان البريطاني، وكذا تنظيمكم لزيارة أول وفد برلماني بريطاني إلى المناطق المحتلة ". وعبر "كبير" الجبهة في رسالته عن "ثقة الصحراويين الكبيرة قيادة وشعبا في أن يساهم تولي صديق الشعب الصحراوي لزعامة حزب العمال البريطاني في حل عادل ودائم للصراع الذي طال أمده في الصحراء"، مضيفا بأن "عزم البوليساريو ثابت على تطوير روابط الصداقة والتعاون بين الحزبين والشعبين".".