ركزت الصحف الاوروبية، الصادرة اليوم السبت، اهتماماتها على المظاهرة الضخمة التي نظمت في برشلونة بمناسبة "اليوم الوطني لكاطالونيا"، وعلى الحادث المأساوي الذي وقع بالحرم المكي، أمس الجمعة، وذهب ضحيته أزيد من مائة شخص، كما واصلت تغطيتها لازمة الهجرة التي تشهدها أوروبا، بالإضافة إلى مواضيع أخرى ذات طابع محلي. ففي اسبانيا، ركزت الصحف الكبرى على المظاهرة الضخمة التي نظمت، أمس الجمعة، في برشلونة بمناسبة "اليوم الوطني لكاطالونيا" (ديادا)، الذي يحتفل به كل سنة للمطالبة بانفصال كاطالونيا عن إسبانيا. وهكذا، كتبت صحيفة "إلباييس" تحت عنوان "ديادا مشجعة لأرتور ماس ولاستقلال كاطالونيا"، أن اللائحة الموحدة برئاسة حزب رئيس الجهة أرتور ماس (معا من أجل نعم) احتكرت هذا الحدث الذي شكل كذلك بداية الحملة الرسمية للانتخابات الإقليمية المزمع إجراؤها في 27 شتنبر الجاري. أما صحيفة "إلموندو" فقالت إن أرتور ماس جعل من المظاهرة "عملا من أعمال الدعاية الانتخابية"، مشيرة إلى أن منظمي هذا الحدث، الذي جمع مئات الآلاف من الاشخاص، دعوا المشاركين الى التصويت لفائدة "الجمهورية الكاطالونية". وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن رئيس جهة كاطالونيا، أرتور ماس، قوله إنه لإعلان استقلال هذه المنطقة الواقعة شمال شرق إسبانيا، فإنه ليس من الضروري حصول قائمته على أغلبية الأصوات في الاقتراع. ولاحظت صحيفة "لا راثون"، من جهتها، أن حضور 400 ألف شخص لهذا الحدث هو عدد أقل من السنة الماضية، مضيفة أن هذا العدد من المشاركين هو الأدنى منذ انطلاق المطالب الانفصالية سنة 2012. من جانبها، كتبت صحيفة "أ بي سي" أن "المرشح الانفصالي احتكر الاحتفالية "، في إشارة إلى ماس، رئيس حكومة كاطالونيا ورئيس حزب توافق، الحزب الانفصالي الرئيسي في كاطالونيا، مشيرة الى ان "ديادا" لم تعد عيدا كاطالونيا ولكنها أصبحت الآن "تعبيرا عن المطالب الاستقلالية". وفي إيطاليا، ركزت أغلب الصحف على قضية اللاجئين في أوروبا مع الاشارة بصفة خاصة الى الخلافات بين البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول موضوع الحصص. وفي هذا السياق كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" أن وزراء المالية طلبوا من المفوضية الأوروبية النظر في تكلفة الأزمة التي من المرجح أن تؤثر على الميزانيات الأوروبية والوطنية. وقالت إن الاتحاد الأوروبي سيفتح نقاشا حول إمكانية إعادة النظر في تكاليف هذه الازمة التي تعتبر "ظرفا استثنائيا". ووفق الصحيفة، ففي حال عدم ابرام اتفاق يوم الاثنين المقبل، سيتم عقد قمة استثنائية لزعماء الاتحاد الاوروبي للتوصل إلى حلول، مشيرة إلى أن بلدان أوروبا الشرقية لا تزال ترفض استضافة اللاجئين. وتحت عنوان "اللاجئون: الشرق يقول لا للحصص" كتبت صحيفة "المساجيرو" أن المجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا ترفض توزيع حصص إلزامية للاجئين، الذي اقترحته المفوضية الأوروبية. وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء المجري أعلن عن تدابير جديدة ضد اللاجئين، مهددا بأنه بداية من يوم الثلاثاء المقبل، فإن أي شخص يعبر الحدود الهنغارية بشكل غير قانوني، سيتم إيقافه. وأشارت الى أن الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي حول أزمة اللاجئين تتزايد في الوقت الذي أصدرت فيه المنظمة الدولية للهجرة إحصاءات مقلقة تفيد بأن أزيد من 400 ألف لاجئ عبروا البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا. وفي فنلندا، تطرقت الصحف لموضوع تدابير التقشف وزيادة الضرائب خلال هذا الأسبوع من قبل حكومة يمين الوسط من أجل إخراج الاقتصاد من الركود الذي يستمر منذ ثلاث سنوات. وكتبت صحيفة "كيسكيسوملالينين" أن الحكومة أثارت حفيظة النقاد بسبب التخفيضات من المساعدات الاجتماعية، معربة عن اعتقادها بأن هذه الإجراءات تسير في الاتجاه الصحيح. وأشارت الصحيفة إلى أنه "حتى مع الاجراءات التي اعلنتها الحكومة، ستبقى على فنلندا ديون حتى عام 2021"، ملاحظة أنه يجب على الدولة الحصول على قروض جديدة كل سنة. وقالت إنه بالنظر إلى الوضع الحالي، لا يمكن القول إن التدابير التي اتخذتها الحكومة غير صحيحة، مشيرة إلى أن هذه المشاكل تؤثر على الفنلنديين كلهم تقريبا على حد سواء. أما صحيفة "أمويليتي" فذكرت أن العمال سيفقدون بعض الامتيازات، لكن "لن يتأثر العاطلون عن العمل والمحرومون من هذه التخفيضات الكبرى"، محذرة من مواجهة محتملة بين الحكومة والحركة النقابية وتأثيرها السلبي على اقتصاد البلاد. وفي بريطانيا، واصلت الصحف اهتمامها بانتخاب زعيم جديد لحزب العمال، حيث توقعت صحيفة "الغارديان" انتخاب زعيم جديد لهذا الحزب، اليوم، بعد عملية انتخابية طويلة استمرت عدة أسابيع. ووفقا لاستطلاعات أوردتها الصحيفة، فإن النائب جيريمي كوربين (الجناح اليساري في حزب العمال المعارض) يعد المرشح الاوفر حظا والأقرب إلى الفوز من منافسيه الثلاثة اندي بورنهام، إيفيت كوبر وليز كيندال. أما "ديلي تلغراف" فنقلت أصداء اعتراض طائرات تابعة لسلاح الجو البريطاني لقاذفتين روسيتين بالقرب من المجال الجوي للمملكة المتحدة. ونقلت عن وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلات "تايفون" تابعة للجيش الجوي البريطاني قامت باعتراض اثنتين من القاذفات الروسية بالقرب من المجال الجوي للبلاد. وفي فرنسا سلطت صحيفة "لوموند" الضوء على التباطؤ الاقتصادي في امريكا اللاتينية، مشيرة الى ان الركود لم يعد يقتصر على البلدان الثلاثة الكبرى، البرازيل وفنزويلا والارجنتين، بل انتقل الى بلدان اخرى بالمنطقة مثل كولومبيا والبيرو. وقالت إن أمريكا اللاتينية تعرف تباطؤا في اقتصادها للسنة الخامسة على التوالي حيث يبدو الافق قاتما. من جهتها أشارت صحيفة "ليبراسيون" الى مقتل احد ا"لجهاديين" الفرنسيين ينتمي الى تنظيم (القاعدة) في سورية، مضيفة أن "الجهادي" دافيد دروجون المدعو حمزة الفرنسي وهو من إقليم بروطاني كان يعتقد انه توفي سنة 2014 لكنه في الواقع قضى في قصف امريكي على غرب حلب في يوليوز الماضي. وقالت ان وفاته اعلنت امس الجمعة من قبل احد قياديي القاعدة. من جانبها كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان الاروبيين يجدون صعوبة في توحيد اجوبتهم حول ازمة اللاجئين، مشيرة الى أن بلدان اوروبا الشرقية لازالت متشبثة برفضها لنظام الحصص.