ساد "فتور قاتل" داخل المقر التاريخي لحزب الاستقلال، في باب الأحد وسط مدينة الرباط، بعدما لم يتمكن كبار المسؤولين القلائل، الذي حلوا بالمقر العام في غياب أمينه العام حميد شباط الذي رابط إلى جانب زعماء المعارضة في مقر الاتحاد الاشتراكي الفخم بحي الرياض، من استيعاب تراجعهم الكبير في العديد من المدن الكبرى التي شكلت، إلى غاية أول أمس الخميس، واحدة من القلاع التي لم يستطع أي حزب انتزاعها من تنظيم علال الفاسي. وحاول عبد الغني لحلو، عضو اللجنة الوطنية لتتبع واستقبال نتائج انتخابات بحزب الاستقلال، التقليل من الخسائر التي تكبدها "حزب الميزان" في الحواضر الكبرى، خاصة ما تم بمعقل أمين العام حميد شباط الذي شهد تحول نتائج صناديق التصويت لغريمه عبد الإله بنكيران، الأمين العام حزب العدالة والتنمية، بعدما تمكن ادريس اليزمي من الظفر بسلاسة بنتائج تقوده لمقعد العمودية. وقال لحلو في تصريح لهسبريس: "لقد تمكنا من احتلال الرتبة الثالثة، وأعتقد أنه يمكننا تجاوز حزب العدالة والتنمية عند إنهاء فرز كل الأصوات،حيث ننتظر إعلان نتائج باقي الدوائر التي يجري إحصاء أصواتها". ويأتي هذا التصريح المتفائل من القيادي الاستقلالي بالموازاة مع ما عبر عنه توفيق احجيرة من انشغال يطال النتائج التي حصدها الحزب في كل من العاصمة الاقتصادية، وكذا مراكش وطنجة، معبرا عن اندهاشه للنتائج التي حصل عليها الحزب في مدينة فاس على وجه التحديد. واعتبر احجيرة، الذي ظل مرابطا بمقر حزب الاستقلال منذ الساعة الثامنة من مساء الجمعة، إلى أن "هذه النتيجة ستدفع حزب الاستقلال إلى بذل المزيد من الجهود استعدادا للاستحقاقات المستقبلية". من جهة أخرى، فضل القائمون على صفحة الفيسبوك الرسمية لحزب الاستقلال التزام الحذر ضمن ما يتم نشره خلال سهرة الانتخابات، بينما ارتأى العاملون في مقر الحزب إلى جوار أطره السياسية مغادرة المقر العام على الساعة الواحدة والنصف من يومه السبت، عكس باقي الأحزاب الأخرى التي ظل المنتمون إليها مرابطين بمكاتبهم في انتظار نتائج باقي الدوائر التي لم يعلن عنها.