الفنانة المغربية المطربة بشرى صاحبة صوت مميز ولافت، فقد نجحت في الخروج، عبر صوتها، إلى أبعد الحدود عن وطنها، وهي اليوم في مكانة فنية معروفة، والكل ينجذب الى صوتها وأعمالها. زارت بشرى لبنان وهي تزوره دائما، وفي هذه المناسبة التقيناها: ماذا تقولين في بداية الكلام؟ انا سعيدة جدا لأنني هنا في هذا الوطن الجميل. ماذا تخبرينا عن آخر أعمالك الغنائية؟ عندي الكثير من الأعمال، وان شاء الله تكون هذه الأعمال تستجيب لذوق المستمع العربي وغير العربي. كيف تلاحظين الاستجابة؟ لا شيء يغيب عن بال الفنان، وكل فنان يعرف كيف يؤثر في الآخر ومن يتأثر بالآخر، بالنسبة الى أعمالي لاحظت انني في دائرة الأصم، وهذا رصيد كبير بالنسبة إلي واعتز به، لأنه يعطيني الأمل والقدوة والقدرة على التواصل والاستمرارية، فحين يكون الغناء في متناول الناس فهذا يعني ان صاحب هذا الغناء هو فنان ناجح ويقترب من الأحاسيس الانسانية، وهذا ما يجعلني اقول عن نفسي وبكل تواضع، ان فني على تماس مباشر مع كثيرين، وهذا يكفي لكي استمر في النجاح. لمن تغني بشرى؟ انا اغني للانسان والحياة، أغني للحب والوطن، أغني لكل الأشياء التي تخاطب الرهافة والمكان والأوطان. الفنان بالنسبة إلي هو فعل بارع يساهم في تأصيل الفنان، ويجعله اقرب الى الذات الانسانية. هل تواجهين صعوبة فهمك لكون اللهجة المغربية لا يفهمها كل ابناء الوطن العربي؟ هناك الأعمال الغنائية التي أغنيها باللهجة المغربية، هذه الأعمال ربما تبقى غريبة نوعا ما عن العرب، لكني اغني بلغة عربية في اغلب اعمالي، وهذا الأمر واضح ويفهمه اغلب العرب. بمن تأثرت بشرى؟ تأثرت بكل شيء في هذه الحياة، لم أتأثر بالغناء فقط، كل الفنون قادتني الى التأثر بالغناء، ولكن بالنسبة الى الغناء اجد نفسي متأثرة بالقامات الطربية العالية، خصوصا تلك القامات التي تنطلق من أساس فني سليم ومتين. الغناء بالنسبة إلي هو حياة كاملة أعيش في مساحتها الواسعة ولا أرغب في الخروج منها، فهي تعطيني الأمان والصحوة الجميلة، انها الحياة الحقيقية بامتياز. غناء ماذا يعني لك الغناء اليوم، خصوصا تلك الأعمال الدارجة وثمة من يسميها بالمبتذلة، طبعا ليس كلها ولكن أغلبها ينتمي الى الفن الهابط (اذا جاز التعبير)؟ لا شك في ان لكل مرحلة فنية هفوات وسقطات ولا تخلو الساحة الفنية اليوم من هذه الهفوات. في كل مرحلة تبرز صورة مختلفة عن التي سبقتها، وتاليا ستشهد كل مرحلة تالية تطورات فنية مختلفة، وهذا أمر لابد من الاعتراف به. هل توافقين على التعبير القائل بوجود فني سخيف اليوم؟ هناك أكثر منذ لك، يوجد اليوم لا فن، هناك اعمال لا تنتمي الى الفن، لا قيمة لها ومع الأسف تملأ المساحة والاعلام والاعلان يحتضنها. في رأيك كيف يمكن التخفيف من هذا الواقع لكي تعود الأمور الى طبيعتها؟ الزمن كفيل بإزاحة كل الزوائد الفنية عن الساحة. ماذا تقولين عن الغناء المغربي، أين هي حركة التجدد في الغناء المغربي؟ لا شك في ان الفن المغربي يشكل صورة مميزة في المحيط العربي، وهناك أعمال كثيرة لا يمكن الا ان تكون صورة معبرة عن واقع المغرب. في المغرب الآن أصوات فنية مميزة تضاف الى تاريخه وتراثه الفني. ثم ان الغناء المغربي يساهم في توصيف الحالة والمعنى والصورة التي يتكون منها هذا الوطن الجميل. ""