أمر الرئيس المصري حسني مبارك مساء الجمعة، بصفته الحاكم العسكري للبلاد، في كل أرجاء مصر من الساعة السادسة مساء حتى السابعة صباحا. وأوضح المصدر ذاته أن مبارك أمر الجيش بالتعاون مع الأمن لفرض الاستقرار وحماية المنشآت العامة والحيوية في البلاد. وتشهد مختلف أنحاء مصر مواجهات عنيفة رغم دخول قرار حظر التجوال حيز التنفيذ في مدن القاهرة الكبرى والسويس والاسكندرية. وحسب معطيات رسمية فإن الأوامر الموجهة للجيش قد نصت على "التعاون مع الشرطة للحفاظ على الأمن وتأمين المرافق العامة والممتلكات الخاصة".. وذلك بناء على قانون الطوارئ الساري بمصر منذ 30 عاما بعدما عجزت الشرطة عن السيطرة على مئات الآلاف من المتظاهرين في مناطق مختلفة من البلاد رغم استخدامها القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ومقتل وإصابة العشرات. وقد استقبل المتظاهرون قوى العسكر بهتافات ضمت شعارات من بينها "الجيش والشعب يد واحدة" و"الشعب والشرطة والجيش تجمعهم لقمة العيش"، هذا في الوقت الذي رفعت الورود ترحابا بخروج العساكر من الثكنات كتعبير على التقدير التاريخي الذي يناله الضباط المصريون من قبل مواطني البلد. وفي الوقت الذي تموقعت قوات الجيش أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون للحيلولة دون اقتحامه من قبل آلاف المحتجين، ودون إطلاق الرصاص، أفلحت "أطراف مجهولة" في حرق مقر الحزب الحاكم والشروع في نهب منقولاته، هذا في الوقت الذي قيل من قبل مصادر بعين المكان أن ذات النيران قد طالت متحف القاهرة وأن لصوصا قد أفلحوا في الولوج إليه ونهب قطع أثرية لا تقدر بثمن. كما أعلنت مجموعة "فُودَافُونْ" البريطانية للاتصالات، في بيان لها صادر من لندن، بأن كافة الشركات المقدمة لخدمات الهاتف النقال والإنترنيت في مصر قد تلقت أوامر لتعليق خدماتها بمناطق محدّدة بدقة ويقارب عددها المائة.. وزاد ذات البيان بأن الشركة قد خضعت لهذا الأمر الذي يعد شرعيا بالنظر إلى مقتضيات القانون المصري التي تمنح السلطات هذا الحق فوق نفوذها الترابي. ميناء القاهرة الجوي شهد تعثرا للرحلات الجوية المقررة هذه الأيام بعدما أعلنت الخطوط الجوية الكويتية عن وقفها لكافة رحلاتها صوب مصر في انتظار لاستقرار الأوضاع.. هذا في الحين الذي أعلنت شركة مصر للطيران عن تعليقها لكافة رحلاتها المنطلقة من مطار العاصمة المصرية لمدة 12 ساعة قابلة للتمديد. وغاب أي رد فعل من الرئيس المصري حسني مبارك على الغضب الشعبي الذي يطالبه بالتقاعد، إذ أعلنت قناة "السي إن إن" الأمريكية بأن مبارك سيخاطب الشعب ليل الجمعة دون أن يتحقق ذلك.. هذا في الوقت الذي تحدث نشطاء الفيسبوك عن وعكة صحية مفاجئة ألغت خطاب الرئيس.. أمّا وزيرة الخارجية الأميركية "هِيلاَرِي كْلِينْتُونْ" فقد دعت السلطات المصرية، ضمن مؤتمر صحفي الجمعة، إلى بذل كل ما في وسعها للحد من تدخل قوات الأمن وإعادة تشغيل وسائل الاتصالات والبدء بتطبيق إصلاحات فورية.. كما دعت المستشارة الألمانية "أنْجِيلاَ مْيرْكْلْ" الرئاسة المصرية والحكومة إلى السماح بقيام التظاهرات السلمية دون عنف.