كانت تدوينة الناشط الإسلامي أبو حفص رفيقي، تتضمن دعاء بالرحمة والمغفرة للفنان المصري نور الشريف، بعد وفاته يوم أمس، كافية لتُشعل "حربا إيديولوجية" بين معلقين بموقع الفيسبوك، فريق منهم رأى بأن الدعاء لهذا الممثل مطلوب، وآخر أورد بأن الرجل أوغل في تمثيل المشاهد الساخنة، فلا تجوز عليه الرحمة. وانطلقت شرارة السجال بما دبجه أبو حفص قائلا إن نور الشريف "من الأسماء الفنية التي تابعها كثيرا الجيل الذي نشأت معه، من خلال المسلسلات المشهورة له؛ كالحاج متولي، ولن أعيش في جلباب أبي، أو من خلال أدائه لبعض الشخصيات التاريخية، كعمر بن عبد العزيز، وهارون الرشيد. وتابع أبو حفص بأن "أجمل ما تابع للممثل المصري، نور الشريف، دوره في تجسيد شخصية ابن رشد، وشخصية رسام الكاريكاتير، ناجي العلي، فضلا عن تألقه في فيلم "سواق الأوتوبيس"، قبل أن يتوجه الناشط الإسلامي بالدعاء للراحل "رحم الله عبده نور الشريف، وغفر له ورزقه الحسنى". آدم، معلق فايسبوكي، قال في ذا الصدد "نحن لا نملك مفاتيح جنة، و لا نار، ولا ندري ما يكون مصيرنا نحن، فالأحرى أن نحدد مصائر الناس، إنما نحن نقيم الأعمال التي قدمها الهالك نور الشريف، ونزنها بميزان الشرع، والخلق الحميد"، بينما أكد معلق آخر بأن الممثل انغمس في "فن إباحي"لا يستحق معه الرحمة. والتقط خيط التعليق ناشط يبدو أنه مصري الجنسية، ويدعى شريف إبراهيم، حيث قال مخاطبا أبا حفص "والله يا سيدنا، كان يقصد نور الشريف من أفجر الناس عندنا في مصر، والكلام عنه بهذه الطريقة ربما يهون مما فعل، ويغر كثيرين في زماننا هذا" وفق تعبيره. وأورد معلق آخر بأننا "نعيش عصر لكع بن لكع، فإذا مات متبجح بفن ما، سواء السينما أو المسرح أو الغناء، قامت له الدنيا ولم تقعد، في حين إذا مات العالم لم يأبه لموته أحد، لكن كم من مشهور في السماء مغمور في الأرض، وكم من مشهور في الأرض مغمور في السماء". وبالمقابل تساءل ناشط يدعى محمد ضياء الدين بالقول "إذا لم ندع بالمغفرة ونترحم على من يقال عنه أنه فاسق، وعصى الله في أفلامه، وفتن المؤمنين والمؤمنات، فعلى من نترحم، على أولياء الله الصالحين والعلماء الربانيين الذين أغناهم الله بفضله عن دعواتنا وترحمنا". هشام لشكر، ناشط فيسبوكي آخر، أكد أن "كل من مات تجوز له الرحمة، وخاصة إن كان من المسلمين، فرحمة الله وسعت كل شيء، ولكن لا يعني ذلك أن نرفعه فوق ما كان عليه"، بينما قال آخر : "اذكروا موتاكم بخير، فكما تدين تدان، لا يعرف أحدكم بأي حال يلقى ربه، ولا في أي أرض يموت". ووقف مدونون فيسبوكيون موقفا وسطا بين هؤلاء وأولئك، فقال كريم محترم "انظروا مستوى نقاشاتنا، هل نترحم على ميت أم لا"، قبل أن يضيف "لو فعل في حياته ما يستوجب رحمة الله، فأكيد سيرحمه من وسعت رحمته كل شيء، وأما إن كان العكس فمصيره بين يدي الله، وهو العالم بحاله".