بعد تدخل أمني حال دون احتجاجهم أمام باب منزل رئيس الحكومة المتواجد بحي الليمون بالرباط، يواصل عشرات المكفوفين المعطلين اعتصامهم المفتوح على بعد أمتار من المكان ذاته، مطالبين بالوفاء بوعود قطعتها الحكومة لمعالجة ملفهم المطلبي المنادي بالإدماج المباشر ضمن الوظيفة العمومية.. فيما شوهد عبد الإله بنكيران قاصدا الفيلا حيث يقطن دون أن يتجاوب مع صرخات المحتجين. بداية الاحتجاج، الذي انطلق بعد عصر اليوم بوقفة أمام بيت رئيس الحكومة، عرف تطويقا أمنيا شديدا فرض على المحتجين المنتمين ل"مجموعة الوحدة للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات"، وقد رفعت خلاله شعارات مستنكرة للتماطل الحكومي في توفير دعم مباشر لهذه الفئة التي تقول إنها تعاني التهميش والنكران.. "نعيش على مساعدات الشعب والدليل أننا نبيع المناديل في شوارع محمد الخامس وفرنسا بأكدال" يقول أحدهم. وبعدما استمر الوضع على ما هو عليه لبضع دقائق، تدخلت عناصر من القوات المساعدة ورجال الأمن لتفريق الشكل الاحتجاجي باستعمال القوة، حيث جرى إبعاد المحتجين من أمام منزل رئيس الحكومي بشكل وصفوه ب"المهين"، ونتجت عنه حالات إغماء، فيما ظل عدد منهم متمسكا بالسياج المحيط بسور "فيلا بنكيران" رافعين شعارات من قبيل: "نموت احتراقا.. لكننا لن نهاب ولن نهون". المكفوفون الغاضبون شنوا هجوما بالشعارات على كل الأحزاب السياسية "لعدم مبالاتها بوضعيتنا"، فيما قالوا إن رئيس الحكومة برر عدم تجاوبه مع مطالبهم في آخر اتصال لهم به قبل أسبوع بكونه "مشغولا بالانتخابات"، حيث أضاف أحدهم غاضبا: "إذا لم يكن رئيس الحكومة متفرغا لهذه الفئة من الشعب؛ فمن؟.. فنحن في أمس الحاجة للتضامن من أي مسؤول مع المعاناة التي نعيشها يوميا". ياسين بنسليمة، أحد المحتجين، قال في تصريح لهسبريس إن أهم مطلب أخرجهم للاعتصام يبقى الإدماج في الوظيفة العمومية "وحل شامل لوضعيتنا دون تماطل وتهميش وإقصاء.. منذ العام 2011 ونحن نتابع رئيس الحكومة لتحقيق وعوده لكننا نصدم بالتماطل.. آخر خطوة أقدمنا عليها في أبريل عام 2014، حين طالبنا بنكيران بإعداد ملف مطلبي وإعطاء مقترحات عملية". ويضيف ياسين قائلا: "صدمنا حين طالبنا بنكيران في لقاء معه هذه السنة بالتعريف بأنفسنا من جديد وقال لنا من أنتم؟.. إنه عيب وعار"، موردا أنهم كفئة للمعطلين بادروا بجميع السبل، وأضاف بنسليمة: "وجدنا كل الأبواب مغلقة مقابل وعود وهمية ووجدنا أن بنكيران يحاول ربح الوقت معنا لغاية انتهاء مرحلته الحكومية.. لذلك رفعنا شعار مامفاكينش ولن نعود لمنازلنا إما الاعتقال أو الإدماج".