قال مدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل، أمس الاثنين بطنجة، أن السينما تعد مدرسة حقيقية لتربية النشء على قيم الحياة المجتمعية. وأكد الصايل، خلال محاضرة في إطار برنامج "في مؤسستنا سينمائي" الذي ينظمه المنتدى الثقافي لطنجة على هامش الدورة 12 للمهرجان الوطني للفيلم، أن السينما فن شامل ينهل من بقية الفنون ويعتبر مدخلا للتربية على القيم، فن يتذوقه الإنسان جماعة ويصوغ حول إبداعاته ردود فعل جماعية. وأبرز الصايل، في حديثه أمام مجموعة من تلاميذ النوادي التربوية بالمؤسسات التعليمية، أن السينما تكرم الذاكرة، عكس التلفزيون الذي يدعو للنسيان ويعتبر وسيلة تستبد بالمشاهد بسبب الاسترسال المتواصل للقطات، الأمر الذي لا يترك مجالا للاستيعاب والتحليل الذاتي. غير أن المدير العام للمركز السينمائي شدد على أن السينما لا تصبح مدرسة مكتملة إلا إذا كان المشاهد مسلحا بوعي مسبق، ولغة قوية تعينه على فهم الحوار، والقدرة على الاختيار والتحليل، داعيا الشباب والأطفال من صغار المشاهدين إلى التحلي بالفردانية لتنمية حس نقدي بناء وإرادة الاختيار. وأوضح من جهة أخرى أن السينما المغربية أصبحت تتمتع بهامش حرية تعبير كبير مع ارتفاع الإنتاج السينمائي المغربي إلى حوالي 20 شريطا روائيا و 100 فيلم قصير سنويا. ووصف الصايل التكنولوجيا ب "أداة تجهيل" ،إذ وضعت الشباب المشاهد اليوم وسط أخطار متعددة من خلال جعل الفرجة مفتوحة ومتاحة، في وقت تراجعت فيه العلاقات التربوية داخل المدرسة وانهارت القيم الأسرية. وينظم المنتدى الثقافي لطنجة للمرة الثالثة على التوالي لقاءات "في مؤسستنا سينمائي" لتقريب الفن السابع من تلاميذ الثانويات وطلبة الكليات بمدينة طنجة، حيث خصصت هذه الدورة للمهن السينمائية الفنية (الإخراج، كتابة السيناريو، التمثيل والديكور... ) والتقنية (التصوير، الإنارة، الصوت، المونتاج ...).