بين الفينة والأخرى، يشاكس عالم الاجتماع المغربي، الدكتور عبد الصمد الديالمي، أذهان المتلقين بطرح أسئلة وملفات، أو بسط استنتاجات حول موضوع الجنس والدين في المجتمع المغربي، ومن ذلك ما نشره اليوم في مدونته على الانترنت، مقتطفا من كتاب سابق له حول مساهمة المدينة المغربية التي تعاني من مشاكل جنسية في إفراز ظواهر التطرف الديني. أطروحة الديالمي، التي ضمنها بين دفتي أحد كتبه السابقة باللغة الفرنسية، ترتكز على أن المدينة المغربية متناقضة جنسيا، فهي من جهة فضاء للاستثارة الجنسية مختلفة الأشكال، ومن جهة أخرى لا توفر أماكن ملائمة للشباب للاكتفاء الجنسي للشباب، مثل الأزواج، خاصة في الأحياء الهامشية. وأورد السوسيولوجي المثير للجدل أن المدينة المغربية باعتبارها غير كفئة جنسيا، لأنها لا تضمن فضاءات مناسبة لتلبية الرغبات الجنسية لسكانها، تنتج شخصيات متطرفة، تُسقط ذلك النقص عبر سلوكات وتصرفات متطرفة، وأفكار دينية متشددة، وهو ما لم يكن ليحصل لو تم توفير أماكن تكفي الشباب جنسيا. ولفت عالم الاجتماع ذاته إلى أن المدينة المعاصرة صارت بمثابة سوق جنسي عامر بامتياز، لتخلق بذلك حاجة مستمرة لاستهلاك جنسي كثيف، مشيرا إلى أن الأمر لم يعد يتوقف عند تلبية الرغبة الجنسية الأساسية، والتوقف عند مستوى الطلب الطبيعي، باعتبار أن العرض هو الذي يحث الطلب. وذهب الديالمي إلى أن الطلب بات يزداد في هذا السياق بوفرة بالغة، من خلال تحول الجنس إلى هواية ومتعة، حتى أن الجنس صار منتوجا رأسماليا"، مبرزا كيف لشروط السكن والمأوى من تأثيرات على نجاعة العملية الجنسية، وإحداث التوازن الجنسي والنفسي المطلوب. ويشرح عالم الاجتماع بأن شروط السكن المريح والواسع يعتبر عنصرا أساسيا في معادلة التوافق الجنسي والنفسي للفرد والمجتمع على السواء"، لافتا في هذا الصدد إلى مسألة تغيير الوضعيات الجنسية عند الشريكين التي قال إنه حتى لو كانت مرفوضة عند بعض الأزواج، فإن التغيير والتجديد يطالها بحسب مساحة السكن وغرفة النوم. وأردف الديالمي بأن غرفة النوم إذا كانت شاسعة ورحبة تأوي الزوجين، فيما غرفة نوم أخرى تضم الأولاد، أو لكل غرفة نومه مثلا، فإن ذلك يتيح للشريكين استخدام كثير من الإبداع في الممارسة الجنسية، فضلا عن إمكانية تنويع الوضعيات الجنسية، وعدم السقوط في الملل الجنسي.