اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الأحد، بالقضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وآخرها حرق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة، والعلاقات المصرية الأمريكية، وجولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة، والأزمة اليمنية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (مواجهة الجرائم الإسرائيلية) أن حادث حرق المستوطنين اليهود للرضيع الفلسطيني علي دوابشة في الضفة الغربية، يكشف عن مدى بشاعة الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مذكرة بجرائم مماثلة من قبيل استشهاد محمد الدرة في مشهد مصور شاهده العالم كله وغيره. وأكدت أنه آن الأوان لأن تفعل الأممالمتحدة شيئا أكبر من بيانات الشجب والإدانة، وتتخذ إجراءات محددة لوقف الجرائم الإسرائيلية، مشيرة إلى أن جريمة حرق الرضيع تمثل اختبارا حقيقيا للمحكمة الجنائية الدولية التي قبلت عضوية فلسطين بها، داعية العرب إلى المبادرة لتستعيد القضية الفلسطينية صدارة الاهتمام العربي وتتحرك الجامعة العربية لدعم جهود التسوية وإلزام إسرائيل بتحمل مسؤولياتها كدولة احتلال. أما صحيفة (الجمهورية)، فخصصت افتتاحيتها بعنوان (الحوار مع أمريكا وتجاوز الأخطاء) للحديث عن اجتماعات الحوار الاستراتيجي التي ستجري اليوم بالقاهرة بين الولاياتالمتحدة ومصر برئاسة وزيري خارجية البلدين. وأكدت أن دعم العلاقات والتعاون المتبادل يظل مصلحة مشتركة لمصر والولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة في ظل الأحداث الخطيرة والتطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة ولا يتحقق هذا الدعم إلا في ظل علاقات متكافئة تقوم على مبادئ احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومراعاة الثوابت والالتزامات القومية ونبذ سياسة الكيل بمكيالين. وفي قطر، انصب اهتمام صحيفة (الشرق) حول اللقاءات السياسية التي تستضيفها الدوحة اليوم، حيث يجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، بجون كيري وزير الخارجية الامريكي، وكذا الاجتماع الثلاثي بين كيري و سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي وعادل الجبير وزير الخارجية السعودي، مبرزة أن هذه اللقاءات "تأتي كمؤشر لأهمية القضايا السياسية والامنية المطروحة على طاولة البحث، والتي تشمل الاتفاق النووي وانعكاساته على مستقبل المنطقة وعلاقاتها الإقليمية والدولية، بجانب الملفات الساخنة المفتوحة على كل الاحتمالات، مثل تفشي الارهاب، والازمات المشتعلة في سوريا والعراق واليمن وتداعياتها على السلم والامن الدوليين". هذه الاجتماعات، تضيف الصحيفة في افتتاحيتها، تشكل من ناحية أخرى، "مؤشرا على الثقل الذي باتت تشكله منظومة دول مجلس التعاون الخليجي في العالم، بحسبانها من أكثر المنظومات الاقليمية تماسكا، فضلا عن تفاعلها وتأثيرها في السياسة الدولية والاقليمية"، متوقعة أن يطرح وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي "رؤيتهم وموقفهم حول الملفات الحساسة في المنطقة، والتي تشكل قلب أجندة هذه اللقاءات". على صعيد آخر، أشادت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها بإرسال جسر جوي قطري لمساعدة اليمن، مشيرة الى ان هذه المبادرة الانسانية "تؤكد الموقف القطري القوي الداعم للشعب اليمني الذي يعاني ويلات الحروب وعدم الاستقرار بسبب الانقلاب الحوثي ( ..) وكذا الدور الإيجابي الذي ظلت تقوم به قطر تجاه القضايا الإقليمية والدولية". وذكرت الصحيفة بأن الشعب اليمني "يعيش أزمة إنسانية خطيرة وبأن الحوثيين مسؤولون عنها مسؤولية مباشرة"، مسجلة أن أزمة نقص الغذاء والدواء باليمن "قد تجاوزت جميع القدرات المحلية، وتتطلب جهودا من الأممالمتحدة والدول العربية خاصة مع استمرار تعنت الحوثيين ورفضهم الحوار. وبالإمارات، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن جريمة حرق رضيع فلسطيني، على يد مستوطنين إسرائيليين، أثارت ردود فعل واسعة، لكنها فعليا، ليست جديدة، لأن الاحتلال يقتل ويحرق منذ ستين عاما، والعالم يتفرج على هذه الجرائم، ويكتفي بالتنديد أو تشكيل اللجان، أو حض كل الأطراف على التهدئة. وشددت الصحيفة على أنه بالرغم من أن شكل الجريمة يبدو مختلفا، فإن مضامين السلوك الإسرائيلي، واحدة، فالقتل عبر الحرق، أو القتل عبر القصف، أو الملاحقات الأمنية، يؤدي إلى ذات النتيجة، أي ترويع الفلسطينيين، والتسبب بأضرار إضافية لهم، فوق ضرر الاحتلال، من سجن الأبرياء، ومصادرة الأرض، وتشريد الملايين. وخلصت الافتتاحية إلى التأكيد على أن إسرائيل لا تتوقف عن غيها، لأنها تعرف أن هناك في هذا العالم، من لا يهمه أبدا شكل الجريمة أو مضمونها، وهي تعرف دوما أن ردود الفعل تبدأ كبيرة ثم سرعان ما تصغر تدريجيا. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن فلسطين تصرخ وتستنهض همم العالم للتدخل واتخاذ موقف شجاع ينصف أهلها ويحقن دماءهم من استباحة آلة القتل الإسرائيلية لحياتهم وجميع مقوماتها. وأبرزت الصحيفة أنه بالرغم من أن العالم أجمع صرخ غضبا وحزنا ورعبا بعد الجريمة الوحشية التي ارتكبها مستوطنو الاحتلال بحق الرضيع الفلسطيني الشهيد علي الدوابشة، فإن ذلك غير كاف " دون مساءلة الكيان الغاصب ولن تكون الآمال بعدالة قابلة للتحقيق دون سوق المجرمين أمام العدالة أو إصدار مذكرات بحث بحقهم تجعلهم يوقنون أن صبر العالم نفذ وأن الحق لا بد أن يأخذ مجراه".