تحرك تنظيم "الدولة الإسلامية"، الشهير إعلاميّاً ب"داعش"، لشن هجوم على حزب العدالة والتنمية المتزعم للائتلاف الحكومي الحالي بالمغرب، وذلك بإعادة إدراج التنظيم لشريط فيديو قديم يتحدث عن "عدم تطبيق الشريعة" في البرنامج الانتخابي لإسلاميي المغرب. وقامت إحدى أبرز المنابر الالكترونية التابعة ل"داعش" بإعادة بث جزءٍ من لقاء تلفزي أجرته فضائية لبنانية، قبل ثلاث سنوات، مع مصطفى بابا، القيادي في العدالة والتنمية والكاتب الوطني السابق لشبيبته الذي أعلن أن برنامج "المصباح" الانتخابي لا يتضمن "تطبيق شرع الله" حتى لا يخضع هذا الأخير للمحاسبة والمراقبة من طرف المغاربة. وانبرى إعلاميو "داعش" إلى التعليق على الفيديو بتهَكُّمٍ، عبر وسمه بعبارة "الإخوان المسلمين في المغرب.. نحن لن نطبق شرع الله"، فيما وصفت تصريحات بابا ب"فجور لا مثيل له"، قبل أن يورد أحد المعلقين على المقطع قائلا: "الإخوان المسلمون كتنظيم عالمي.. لعنة الله على السياسة التي تجعل صاحبها يقول هذا الكلام الكفري". وتابع معلق آخر على الفيديو المذكور، يدعى خليل، مهاجما حزب العدالة والتنمية ومدافعا عن تنظيم "داعش" بقوله: "كفاكم نفاقا يا أيها الاخونجيون، يا عباد الكراسي، فالكل يعرف من يطبق شرع الله غير الدولة الاسلامية.. أقولها لأحزاب نفاق؛ لعبتكم سارت مكشوفة يا اذناب الغرب ويا عباد الدولار" وفق تعبيره. وكان القيادي الإسلامي مصطفى بابا قد تحدث، في اللقاء التلفزي المذكور، وهو يرد على بعض المواقف اللصيقة بحزب العدالة والتنمية باعتباره الPJD لا يسعى للسلطة: "نحن لا نريد أن نصل إلى السلطة بل نريد الخير لأمتنا وشعبنا" يقول بابا قبل أن يتحدث عن تطبيق الشريعة وسط المجتمع المغربي وهو يزيد: "نحن لن نطبق شرع الله، بل سنطبق برنامج الحزب الذي يضم الشق السياسي والاقتصادي والاجتماعي" على حد تعبيره. وكرر بابا عبارة "لن نطبق شرع الله" في أكثر من موضع، موضحا أن هذا الموقف ينبني على "عدم إخضاع الشرع للمتابعة والمحاسبة"، وواصل: "نحن مستعدون للمحاسبة ونؤمن بالتناوب على السلطة، ونحتكم فيما بيننا والأحزاب للقانون وللدستور"، مضيفا أن "الحزب سينفذ البرنامج الانتخابي الذي صوّت عليه المغاربة، ويخصع للمحاسبة عليه من خلال صناديق الاقتراع" وفق ما ذكر. وتشن المنابر الإلكترونية الموالية لتنظيم "الدولة الإسلامية" حرباً إعلاميّة شرسة على جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكذا فروعها بكل الأردن والعراق، وعلى عدد من الجماعات المناصرة لها من قبيل حركة النهضة في تونس وحزب العدالة والتنمية في تركيا وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لاعتبار أن تلك التنظيمات الإسلامية "لا تطبق الشريعة وتحارب تنظيم الدولة الإسلامية بوصف مقاتليه بالخوارج".