اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، بجملة من المواضيع، في مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، والأزمة الليبية، والعلاقات العربية -العربية، فضلا عن مواضيع أخرى محلية وإقليمية. ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام) في مقال تحت عنوان " لماذا يتعثر السلام في ليبيا¿" أن الوساطة الدولية في النزاع الليبي تأمل أن تستأنف قريبا جولة جديدة من مفاوضات السلام لبحث تفاصيل النقاط التي تم التوصل لاتفاق عام بشأنها في 12 يوليوز الماضي في مدينة الصخيرات بالمغرب. وقالت إنه من الواضح أن مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون، الذي يقود المفاوضات، "ينوي المضي قدما في استكمال مفاوضات السلام بغض النظر عن مشاركة الطرف الرئيسي الثاني، وهو القوى الإسلامية والقبائل والميليشيات المحلية المتحالفة معها، الذي انسحب في بداية يوليوز من جولة المفاوضات الأخيرة ورفض التوقيع على مسودة الاتفاق احتجاجا على التعديلات التي أدخلها فريق الوساطة الدولية، دون مشاورات مسبقة، لصالح الطرف الرئيسي الأول الذى يمثل الحكومة ومجلس النواب". وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات الأساسية بين المعسكرين المتنافسين تتمثل في مجموعة من القضايا تتمحور حول تقاسم السلطة أهمها تشكيل وصلاحيات الجهاز الجديد المزمع إنشائه تحت اسم "المجلس الأعلى للدولة". وفي موضوع آخر، كتبت جريدة (الجمهورية) تحت عنوان " أمن الخليج" أن مصر "مدركة لمسؤولياتها في تأمين المنطقة العربية من دول وقوى تحاول فرض الهيمنة والسيطرة في إطار مخطط يتم تحريكه لتقسيم دولها وإثارة المشاكل المذهبية والطائفية التي تعني حروبا أهلية مدمرة". وأضافت أنه إذا كان هناك من أمل لإفساد هذه المخططات، فإنه يتوقف على مدى وعي الشعوب العربية بما يراد بها وما يرسم لها. وفي قطر، نددت الصحف القطرية بشدة جريمة حرق الرضيع الفلسطيني علي سعد دوابشة وإصابة عائلته بحروق وجروح بالغة، على أيدي مستوطنين متطرفين يهود بإحدى قرى نابلس بالضفة العربية، إذ أكدت صحيفة (الراية) أن هذه الجريمة "تشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي تجاهل مرارا هذا الإرهاب المنظم من قبل المستوطنين اليهود بحق المدنيين الفلسطينيين"، مضيفة أن هذه الجريمة "النكراء تشكل أيضا وصمة عار على الدول الأجنبية والمنظمات الدولية والتجمعات الإقليمية التي تجاهلت مطالب الشعب الفلسطيني باعتبار أن الحركات الاستيطانية التي تعمل بدعم من حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية مجموعات إرهابية خارجة عن القانون". إن هذه الجريمة، تقول الصحيفة في افتتاحيتها، "تؤكد ضرورة تشديد الرقابة على النشاطات الاستيطانية ومتابعتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قöبل المجتمع الدولي ومنظماته المختصة، إضافة إلى فرض إجراءات مشددة من قبل المجتمع الدولي على حركة المستوطنين خارج إسرائيل، ووضع قوائم سوداء أمام حركتهم، والضغط على إسرائيل لكي تتعامل بجدية مع إرهاب المستوطنين الذي تزايد بشكل ملحوظ ضدø الفلسطينيين بسبب تجاهل السلطات لها وعدم محاسبة مرتكبي الجرائم". ومن هذا المنطلق ، طالبت الصحيفة باتخاذ "خطوات سريعة وأن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته حيال هذه الجريمة الإرهابية النكراء والتحرك الفوري لإدانتها واتخاذ ما يلزم من خطوات وإجراءات للحيلولة دون تكرارها"، داعية المحكمة الجنائية الدولية "قبول الدعوى الفلسطينية التي تعتزم السلطة رفعها ضد إسرائيل وعدم عرقلتها باعتبار أن الجريمة تشكل عملية إرهابية متعمدة مكتملة الأركان". بدورها، اعتبرت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن هذه الجريمة "هي بكل المقاييس جريمة حرب عنصرية "، مبرزة ان إقدام مستوطنين صهاينة على هذه الجريمة "أمر لا يعرف معنى الانسانية ولا الاخلاق، كما انه مؤشر على الفاشية المتنامية في المجتمع الإسرائيلي وامتداد الجرائم المتواصلة منذ عقود ضد شعبنا الفلسطيني". وشددت الصحيفة على أن الجرائم الوحشية التي تستهدف الأطفال "هي جزء لا يتجزأ من جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وهي تستدعي منه ومن قواه الحية إعلان الغضب العارم على الاحتلال وسياساته العدوانية والرد على هذه الجريمة بكل عزيمة وإصرار بتصعيد المقاومة الشعبية وتشكيل لجان الحماية الشعبية في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية التي تتعرض دوما لاعتداءات الاحتلال والمستوطنين". وخلصت إلى أن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبتها اسرائيل وهزت الضمير العالمي "تستدعي قيام المجتمع الدولي والجامعة العربية وكافة المؤسسات والهيئات الاسلامية بالتحرك بشكل عاجل على كافة الاصعدة والمحافل لاتخاذ موقف قوى ومؤثر تجاه أفعال الكيان الصهيوني الذى ارتكب بحق الشعب الفلسطيني كل أنواع الجرائم العنصرية والفاشية" . وفي الإمارات، أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أنه "في كل يوم، بل في كل ساعة يثبت الكيان الإسرائيلي بكل مكوناته السياسية والعسكرية وقطعان مستوطنيه أنه كيان عنصري فاشي لا يتورع عن ارتكاب أفظع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، منتهكا كل القوانين والشرائع الدولية والقيم الإنسانية، من دون اكتراث بموقف المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية التي تدين الجرائم الصهيونية المتمادية". وشددت الصحيفة على أن جريمة إحراق رضيع فلسطيني على يد عصابات المستوطنين، لم تكن لتتم لولا "الحقد والكراهية التي ينضح بهما الفكر الصهيوني العنصري ويرضع منهما هذا الكيان ويتغذى عليهما ويسيطران على كل ممارساته العدوانية، ولولا الدعم اللامحدود الذي يلقاه من جانب الدول الغربية وخصوصا من الولاياتالمتحدةالأمريكية". وخلصت الافتتاحية إلى أن ردع إسرائيل يستلزم عملا فلسطينيا جديا "يشعر هذا الكيان بأن الدم الفلسطيني ليس رخيصا ويجب أن يدفع مع مستوطنيه الثمن الذي يعادل جرائمه"، مضيفة أن ذلك لن يتأتى إلا بتغيير أسلوب المواجهة وإطلاق نفير وطني من أجل عمل فلسطيني موحد وإدارة سياسية ونضالية للصراع، وتشكيل قيادة موحدة تتولى تحديد الأهداف وتضع كل مقدرات الشعب الفلسطيني وإمكاناته في خدمة مشروع واضح من أولى مهامه وضع حد لهذا الصراع على سلطة تخضع كلها للاحتلال. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، إلى زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود إلى مصر الخميس الماضي، مؤكدة أنها أثمرت "نتائج غاية في الأهمية، خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به أمتنا العربية". وأكدت أن الزيارة مكنت من التأسيس لعلاقة ثنائية "أشد اتساقا وتكاملا من الناحية العسكرية والاقتصادية، الأمر الذي يجعل حلم الجيش المشترك والسوق المشتركة في المتناول". ولاحظت الافتتاحية أن التنسيق العسكري الجديد بين البلدين يأتي إيذانا بتعزيز الإرادة والقوة القادرة على إعادة الأمل إلى اليمن والشام وليبيا. وفي لبنان، اهتمت الصحف، بالإضافة الى مواضيع مختلفة، لاسيما الاحتفال بالعيد الÜ70 للجيش، إذ علقت (الجمهورية) على الموضوع بالقول إن هذه المؤسسة تبعث الأمل لكونها "برهنت أنها عابرة للأزمات اللبنانية، وقادرة على النأي بنفسها عن الصراعات الداخلية وممارسة دورها على أكمل وجه في الداخل وعلى الحدود". من جانبها، اعتبرت (المستقبل) أنه في زمن "الملمات والمهمات الصعبة حيث تتهافت أيادي السوء والمكر والإجرام للنهش في جسد الدولة مؤسساتيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا وبيئيا محاولة إغراق المركب الوطني في رمال التعطيل المتحركة في كل الاتجاهات وعلى كافة المستويات من الرئاسة حتى النفايات، لم يعد أمام اللبنانيين خشبة خلاص يلتفون حولها ليستنشقوا ريح الدولة المنشودة عزة وكرامة ووحدة سوى المؤسسات الشرعية العسكرية والأمنية وفي مقدøمها الجيش البقية الباقية والضمانة الضامنة لجميع أبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم السياسية والمذهبية والطائفية". أما (السفير)، فأبرزت أنه وكلما "اتسعت دائرة الفراغ" تشريعا وسلطة تنفيذية، "كبرت مسؤوليات الجيش"، لافتة إلى انخراط الجيش اللبناني "غير المسبوق في الحرب ضد الإرهاب، سواء عبر الحدود أو في مواجهة خلايا تكفيرية نائمة". أما (الأخبار)، فاهتمت بملف النفايات معلقة بالقول إنه وأمام "العجز الذي وصلت إليه السلطة في معالجة أزمة النفايات، لم يعد أمام الحكومة سوى نقل النفايات إلى الخارج". وأوضحت أن هذا الحل اقترحه رجل أعمال لبناني و"بات على طاولة رئيس الحكومة تمام سلام، مع وجود اقتراحات جديدة من تجمع شركات أوروبية مركزها هولندا، لنقل النفايات إلى الخارج أيضا".