القدَمان اللتان صنعَ بهما مجدًا للوطن في محافل رياضيَّة بالخارج لمْ تعودَا نافعتين بعدمَا أصيبَتا في لندن، ولا هما ظلتا قادرتين على أن تدرَا رزقًا.. ذاكَ هو حالُ الرياضيِّ المغربي عبد السلام ملَّال، الذِي أحرز ألقابًا دوليَّة براية المغرب ضمن ألعاب القوَى، وصار اليوم مهددًا بالطرد من بيتٍ اقتصادي يسكنه في فاس، بسبب ضيق ذات اليد. عبد السلام، الذِي بلغَ من العمر خمسِين عامًا، فتح قلبه لهسبريس عسى أن يجد مصغيًا لسيرته، وهو يرى أنَّه لمْ ينلْ ما يليقُ بأبطال مثلُوا بلادهم وشرفُوا علمها بالخارج، "كأنِي ما قمتُ بشيء، لقدْ انفضُّوا من حولِي، والوعُود التي قطعوهَا كانت كلامًا لا أكثر" يضيف ذات العدّاء السابق. بدأ عبد السلام مشوارهُ الرياضي مبكرًا في ثمانينات القرن الماضي، وتمكن من الظفر بالبطولة العربيَّة في تُونس لموسم 1985-1986، ثمَّ البطولة المغاربية في طرابلس، عام 1986، قبل أن تجرِي المناداة عليه ليشارك إلى جانب المنتخب العسكرِي المغربي في البرازِيل سنة 1987، موعد ريُّو ديجانيرُو وقتئذٍ حاز فيه المغرب بطولة العالم، وحل فيه عبد السلام بالرتبة الرابعة عالميًّا. لمَّا عاد عبد السلام من القارة الأمريكيَّة خال أنَّه اهتدَى إلى عملٍ مستقر بعدما ساعد الفريق العسكرِي، بيدَ أنَّه لمْ يتمكن من نيل الرتبة العسكريَّة التي كان يصبُو إليها.. "واصلتُ بعدها مسارِي الرياضي، فحزتُ ألقابًا أخرى، لكن سنة 1992 في لندن كانت قاصمة لِي، فيها أصبت وبدأت متاعبِي الصحيَّة، وتراجع أدائِي الرياضي" يقول ملال لهسبريس. عبد السلام اضطرَّ للسفر إلى لفرنسا بغرض العلاج على نفقته، مخصصا لذلك ما كان قدْ جنى من ممارسته للرياضة.. وعلق على ما جرى وقتها بالقول: "لفترة من الزمن كنتُ أتلقى منحة من المكتب الشريف للفوسفاط، لكن كلَّ شيء توقف، ووجدت نفسِي أمام التزامات صحيَّة وعائليَّة لا قبل لِي بها". عبد السلام، الذِي يطلبُ التفاتةً قد تطاله بعد إقباله على فتح قلبه للجميع من خلال هسبريس، وذلك عقب تهديده بالطرد من بيت في السكن الاقتصادِي لم يعد قادرا على سداد أقساطه.. كل ذلك وهو لا يكلُّ من تقليب ملفٍّ مرتب بعناية في يده، به صور ببذلة رياضيَّة وكؤُوس، وصفحات مصورة من جرائد فرنسيَّة وثقت إنجازاته.. كلٌّ شيءٍ ثابتٌ في مسارهِ، عدَا الإنصاف الذِي يحسبهُ غائبًا.