ذكرت وسائل الإعلام السعودية الرسمية أن الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية وصل إلى المغرب أمس السبت للنقاهة بعد رحلة علاج في نيويورك استغرقت نحو شهرين. وقالت وكالة الانباء السعودية ان الملك عبد الله (87 عاما) وصل الى الدارالبيضاء التي كثيرا ما يقضي بها عطلاته ولكن لم تحدد موعدا لعودته للمملكة. ويقول دبلوماسيون ان هناك حالة من عدم اليقين بشأن صحة الملك منذ أن ألغى زيارة لفرنسا في يوليوز الماضي. وكان الملك عبد الله تولى الحكم في عام 2005 وهو الزعيم السادس للدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) والتي يمثل استقرارها السياسي اهتماما عالميا. وكان العاهل السعودي غادر الرياض في 22 نونبر الماضي وخضع لجراحتين في نيويورك بعد أن تسبب تجمع دموي في تعقيد حالة الانزلاق الغضروفي التي كان يعاني منها. وعرضت وكالة المغرب العربي للانباء الرسمية صورة للملك عبد الله وهو يسير مستعينا بعصا لدى وصوله الى المغرب حيث كان في استقباله الملك محمد السادس. وكان الملك عبد الله وصل الى نيويورك على مقعد متحرك . وعرض التلفزيون السعودي بعد ذلك لقطات له وهو يسير ببطء بعد أن غادر المستشفى في 22 دجنبر الماضي. واعتمادا على أحدث صورة نشرتها له وكالة الانباء السعودية في 11 يناير الجاري. بدا أنه فقد بعض الوزن. والرياض حريصة على أن توضح لحلفائها أنه لن يكون هناك فراغ في السلطة مع تعرض حكامها وهم في الثمانينات من العمر لمشاكل صحية الا أن مشاكل الملك عبد الله الصحية في الاونة الاخيرة أثارت القلق بشأن ما اذا كان سيخلفه اصلاحي مثله أم شخصية محافظة. وكان الامير سلطان بن عبد العزيز ولي عهد السعودية وهو يعاني من مشاكل صحية أيضا عاد من المغرب الى المملكة لتولي زمام الامر في غياب الملك عبد الله. وتزايدت التكهنات بأن يتولى وزير الداخلية الامير نايف وهو محافظ ويبلغ من العمر 76 عاما ادارة شؤون المملكة في المستقبل. ويقول دبلوماسيون ان غياب الملك عبد الله قد يثير ايضا التنافس داخل العائلة الحاكمة فيما يتعلق بالخلافة المحتملة حيث ان معظم الزعماء الكبار والوزراء الرئيسيين في السبعينات أو الثمانينات من العمر. وقال المحلل مصطفى العلاني المقيم في دبي ان البيان القوي للمملكة الاسبوع الماضي بانهاء أي وساطة مستقبلية في لبنان يوضح ان الملك عبد الله سيظل ممسكا بزمام السلطة. وقال العلاني ان الملك عبد الله ما زال ممسكا بزمام الحكم وان الامير نايف مخلص له مستندا في ذلك الى عدة اجتماعات عقدها الملك عبد الله في الولاياتالمتحدة مع كبار المسؤولين هناك ومنهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في دلالة على سلطته. وتعد السعودية وهي مسقط رأس اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة محورا مهما في الجهود العالمية لمكافحة التشدد الاسلامي. وتريد واشنطن من الرياض مواصلة الاصلاحات التي بدأها الملك عبد الله والتي ترى انها ضرورية بعد ان نفذت مجموعة مؤلفة من افراد معظمهم سعوديون هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 في الولاياتالمتحدة.