صدر عن المجلس العلمي المحلي للرباط كتاب "التصوف السني" الذي يتضمن أشغال الملتقى الثقافي العلمي السابع للمجلس الذي انعقد ما بين 24 أكتوبر و1 نونبر 2014.. وفي ديباجة وتقديم لهذا الكتاب، الذي يقع في 288 صفحة من القطع المتوسط، أوضح المجلس أن هذه الملتقيات تتوخى في مجملها ربط المواطنين بالثوابت الدينية والوطنية التي أجمعت عليها الأمة، وترسيخ القيم الأخلاقية والإيمانية في المجتمع، ونشر الثقافة الشرعية في المجالات السلوكية والأخلاقية، وإذكاء روح المواطنة الصادقة في نفوس المواطنين. وتم استهلال الكتاب بمقالة للأستاذ عبد الله اكديرة، رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط، بعنوان "الإمام الجنيد من أقواله وأفعاله ... رحمه الله ورضي عنه"، تليها مقالة للأستاذ محمد أصبان، عضو المجلس العلمي المحلي للرباط، عن والده "الشيخ الحاج محمد أصبان ... لمحات من تصوفه السني". وكتب الأستاذ العربي المودن، عضو المجلس، دراسة معنونة ب"من مقامات التصوف .. اليقين والإحسان" تناولت بعد المقدمة المفاهيم الأساسية (التصوف، اليقين والإحسان)، واليقين أساس الإحسان، ومقامات اليقين، والإحسان في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومقامات الإحسان، وأنواع الإحسان، وطرق الإحسان ووسائله، والإحسان إلى الوالدين، وخاتمة حول الإحسان تكافل وتضامن.. كما كتب الأستاذ هشام الحليمي، الباحث بمركز الدكتوراه (الدراسات العقدية والفكرية التابع لكلية أصول الدين بتطوان) والإعلامي بقناة محمد السادس للقرآن الكريم، دراسة أخرى بعنوان "معالم مدرسة الشيخ أحمد زروق في الإصلاح الصوفي وبعدها المقاصدي". وفي الموضوع ذاته وتحت عنوان "الدرس التربوي للتصوف .. سيدي أحمد زروق ت 899 ه نموذجا"، كتب الأستاذ عبد الإله مطيع، أستاذ الديداكتيك تخصص تربية إسلامية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط والخطيب والواعظ بالمجلس العلمي المحلي بالرباط.. وتضمن الكتاب أيضا بحثا للأستاذ عبد المجيد محيب، عضو المجلس، موسوما ب"التفاعل بين الفقه والتصوف عند علماء الغرب الإسلامي"، وآخر للأستاذ المصطفى زمهني، رئيس المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، بعنوان "دور الزاوية الدلائية في الحفاظ على الثوابت الدينية للأمة المغربية"، وثالثا للأستاذ عبد اللطيف الميموني، رئيس المجلس العلمي المحلي لسيدي قاسم، بعنوان "الشيخ أبو الحسن سيدي بن ميمون الغماري وجهوده الإصلاحية". واشتمل الكتاب على بحث للأستاذ عبد الرحيم أشن، عضو المجلس العلمي المحلي بالجديدة، حول "حاجة الإنسان المعاصر إلى القيم الصوفية"، وآخر للأستاذ عبد الكامل بولعمان حول "مدخل إلى التصوف السني، وثالثا للأستاذ محمد المهدي بوزيد حول "أثر التصوف السني في العهد الأول من الإسلام".. واشتمل أيضا على بحوث أخرى، أحدها للأستاذ عبد الهادي الخمليشي، عضو المجلس العلمي لعمالة المضيقالفنيدق، بعنوان "من أعلام التصوف السني الملتزم بالثوابت المغربية في القرن السادس الهجري .. العالم الصوفي أبو محمد عبد الجليل القصري"، وآخر للأستاذ الحنفي المراد حول "القطب سيدي العربي بن السائح من خلال كتابه .. بغية المستفيد لشرح منية المريد"، وثالث من إعداد البشير الهرجاني، عضو المجلس العلمي بسيدي إفني، حول "جهود الشيخ الإلغي (علي الدرقاوي) في التصوف السني". وتمحورت باقي البحوث حول "ومضات عن النموذج المغربي للتصوف والسلوك بمعاني التوحيد" للأستاذ أبو عبد الرحمان، و"فصل المقال في ما بين علم الحقيقة وعلم الشريعة من اتصال (مبحث تمهيدي)" للأستاذ محمد معاذ الديوري، و"الشيخ سيدي محمد الحراق رضي الله عنه (رجل الحقيقة والطريقة)" للأستاذ أبو ياسين، و"نظرات حول التصوف .. تعريف وأهمية" للأستاذ محمد اليوسفي، و"دور الزاوية القادرية البودشيشية في الحفاظ على التصوف السني بالمغرب" للأستاذ أحمد الغزالي الباحث في الفكر الإسلامي والتراث الصوفي والمؤطر بالمجلس العلمي المحلي بتاونات. واختتم الكتاب بالتقرير العام للملتقى الذي تضمن الحصيلة والتقويم، وأبرز مقاصد الملتقى، وحصيلته على مستوى الإنجاز وعلى مستوى اختيار المساجد، وعلى مستوى التفاعل مع البرنامج المخصص للدروس، وبالنسبة للتغطية الإعلامية، وبخصوص النتائج العلمية والتربوية التي لخصها في تجلية مصطلح "التصوف السني" وإزالة ما علق به من الفهوم الخاطئة والمواقف المسبقة والتصورات السلبية، وإبراز أهمية التربية السلوكية في تأهيل المجتمع، وإظهار خصوصية التصوف المغربي، وربط مسألة التنمية بإشاعة قيم التضامن والتكافل والإيثار والإحسان.. بينما يشار إلى أن الإشراف العام على الملتقى كان للأساتذة عبد الله اكديرة ومحمد أصبان وعبد الرزاق الجاي والعربي المودن وعبد المجيد محيب.