عرف رحاب المسجد الأعظم بمدينة الجديدة يوم الخميس تنظيم الملتقى الرابع للقيمين الدينيين تحت شعار " المجلس العلمي المحلي بالجديدة يقارب حاجة الحياة المعاصرة إلى القيم الصوفية". وقد عرف الملتقى تقديم كلمة افتتاحية من طرف الأستاذ عبد الله شاكر رئيس المجلس العلمي بالجديدة الذي رحب بالمشاركين في الملتقى قبل التطرق إلى مفهوم التصوف، مذكرا برجاله الذين تمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه، معتبرا يوم الملتقى كخطوة للتواصل مع القيمين الدينيين لتنزيل معاني الإحسان وامتثال الشريعة السمحة والإقتداء بمنهج الأئمة الأخيار.
وقد عرف الملتقى مشاركة الأستاذ عبد المغيث بصير رئيس المجلس العلمي لمدينة برشيد الذي أبرز أهمية موضوع الملتقى، موضحا إشكالية الشيخ والمريد ومفهوم البدعة إضافة إلى نقط أخرى ذات الصلة بالموضوع، قبل إعطاء الكلمة للأستاذ حسان القندوسي عضو المجلس العلمي المحلي بالجديدة الذي تحدث عن سياق تنظيم الملتقى الرابع والذي يأتي إتماما للملتقيات السابقة، مبينا المنطلقات الأربع للتصوف والتي أجملها في القرآن الكريم، السنة النبوية، عمل الصحابة، عمل التابعين.
وقد ساهم الأستاذ عبد الرحيم اشن نائب رئيس المجلس العلمي بكلمة عالج من خلالها الحاجة إلى التربية الإيمانية والحياة السلوكية الصالحة، داعيا في كلمته إلى ضرورة تطهير النفس من الأدران والشرك والنفاق والكذب والحسد، والابتعاد عن الرياء واللغو والغش في المعاملات، ليترك بعد ذلك الفرصة لأحد أعضاء المجلس الذي عرف بالجنيد السالك ووقف على مزايا شخصيته وعلمه وعمله.
وقد اختتمت المداخلات بكلمة الأستاذ عبد الله هيتوت ممثل الرابطة المحمدية لعلماء المغرب الذي قارب الموضوع من ناحية القيم، وأكد على أن التحديات المعاصرة تتطلب مقاربة علمية دقيقة ومواكبة لكل المتغيرات.
وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى عرف مشاركة مكثفة للقيمات والقيمين الدينيين والعلماء والوعاظ والخطباء، وكان مناسبة لمعالجة موضوع التصوف وحاجة الناس إلى قيمه، انطلاقا من المفهوم ومرورا بالسياق التاريخي، والتحديات المادية المغيبة للجانب الروحي ورجالات التصوف وطرقهم في التزكية والتربية الربانية، وأسباب اختيار المغاربة لطريقة الجنيد السالك، وأثر ذلك في وحدة الأمة وأمنها واستقرارها لتختتم الفترة الصباحية برفع برقية إلى صاحب الجلالة نصره الله.