قرائن جديدة تورط بيرلسكوني في استغلاله لقاصر مغربية رفعت النيابة العامة لمدينة ميلانو الإيطالية إلى مجلس النواب الإيطالي صباح أمس الاثنين طلب الحجز على المسكن الخاص لرئيس الوزراء الإيطالي "سيلفيو بيرلسكوني" الواقع بضواحي مدينة ميلانو، بناء على ما تجمع لديها من قرائن تثبت تورط "بيرلسكوني" في قضية دعارة تشكل إحدى المهاجرات المغربيات طرفها الأساسي عندما كانت دون سن الرشد القانوني. وبناء على ملف الاتهام،الذي يتكون من 300 صفحة، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "أنسا" أن التحريات التي قامت بها النيابة العامة بميلانو بعد انفجار ما سمي بفضيحة "روبي"، التي كشفت عن علاقة "بيرلسكوني" بقاصر مغربية تُدعى "كريمة المحروق"، قادت المحققين إلى التوصل إلى حقيقة مفادها تورط "بيرلسكوني" البالغ من العمر 74 سنة وبعض مقربيه في قضية دعارة مع مجموعة من المومسات من بينهن المغربية "كريمة المحروق" التي كانت في السابعة عشرة من عمرها. المغربية تطلب خمسة ملايين أورو مقابل الصمت وبالرغم من نفي "بيرلسكوني" و"كريمة المحروق" وجود علاقة جنسية بينهما، وان الأمر مجرد "عطف" و"إعانة" لاجتياز الظروف الصعبة التي كانت تجتازها القاصر المغربية المزدادة في بني ملال في تبريرهما للمبالغ النقدية التي قد يكون "بيرلسكوني" أغدقها على "المحروق"، فإن زيارة المغربية لمنزل "بيرلسكوني" كان بشكل اعتيادي وفي فترة متواصلة وليس ثلاث مرات فقط كما اعترفت أمام المحققين، وهو ماكشفته مكالماتها الهاتفية، حيث ثبت للمحققين أن " كريمة المحروق" تواجدت بالمسكن الشخصي ل"بيرلسكوني" ثمان مرات وفي إحدى هذه المرات لمدة مسترسلة (ثلاثة أيام). وفي مكالمة هاتفية تم التصنت عليها من قبل المحققين تشير "كريمة المحروق" إلى أن "بيرلسكوني" طلب منها أن تواصل في تضليل المحققين وذلك بمواصلة إعطاء تصريحات من دون مصداقية حتى لا يثق المحققون في أقوالها أو حتى" يعتقد الجميع أنك مجنونة" يقول "بيرلسكوني" ل"المحروق" التي تضيف في نفس المكالمة أنها قد تكون طلبت مبلغ 5 ملايين أورو مقابل عدم توريطه فهي "لا تتكلم أو تصمت إلا إذا ما تم الدفع لها" ودائما في نفس المكالمة تعترف المغربية أنها تعاشر "بيرلسكوني" منذ السادسة عشرة من عمرها. وكشفت العديد من المكالمات الهاتفية التي تم التصنت عليها من قبل المحققين، أن العديد من الشخصيات وفتيات الملاهي الليلية اللواتي كنا يشاركن "بيرلسكوني" حفلاته الخاصة والأجواء الماجنة التي تتم فيها . "ما عليك إلا آن تلبي كل ما يطلب منك أو أن تعودي من حيث أتيت" تفسر إحدى المشاركات في هذه الحفلات لأحدى صديقتها في حين تضيف أخرى "إن ما تذكره الصحافة ما هو إلا جزء صغير من الحقيقة لأن ما يقع هناك –مسكن بيرلسكوني- لا يخطر على البال" هذا إضافة إلى العديد من المكالمات لبعض الشخصيات كمدير الأخبار بالقناة الرابعة التابعة للمجموعة الإعلامية التي يملكها "بيرلسكوني" وإحدى النائبات البرلمانيات وكذا إحدى المستشارات بجهة "لومبارديا" والتي حسب المحققين تعتبر عرابة كل الشابات التي يتم تقديمهن لبرلسكوني وهي نفس الشخصية التي سلمت لها الشرطة بمدينة ميلانو القاصر المغربية "كريمة المحروق" وذلك بتدخل "بيرلسكوني" عندما تم إلقاء القبض عليها، والذي شكل بداية التحقيق الذي قاد المحققين اليوم إلى متابعة "بيرلسكوني" بتهمة التشجيع على دعارة القاصرين والتي تصل عقوبتها إلى ثلاثة سنوات من السجن. وقد سارع "بيرلسكوني" عشية اتهام النيابة العامة بميلانو له إلى دحض التهمة الموجهة له معلنا أنه لم يسبق له أن دفع أي مبلغ مالي مقابل الجنس وأن له علاقة مستقرة منذ افتراقه عن زوجته التي طالبت بالطلاق منه، وهي المرة الأولى التي يدلي بها بمثل هذا التصريح بعدما أن كان يتباهى بعلاقاته المتعددة حتى عندما كان متزوجا. ويرى المهتمون أن تدخل بيرلسكوني عن طريق وسائل الإعلام عوض التوجه إلى المحكمة للإدلاء أقواله هو محاولة منه لكسب الرأي العام بجانبه بتلخيصه القضية في" المؤامرة التي يشنها ضده القضاة منذ حوالي 20 سنة" بالرغم أن القضية هذه المرة أخلاقية وليست لها علاقة بعالم المال والاقتصاد الذي يميز مختلف القضايا المرفوعة ضده في السابق. ويسعى "بيرلسكوني" جاهدا لكي لا يقف أمام المحاكم في أية قضية من القضايا بل أن العديد من المحللين يرون أن دخوله عالم السياسة لا يعدو أن يكون إلا بحثا في الحصانة المطلقة،لذا حاول دائما أن يشرع قانونا يخوله هذه الحصانة إلا انه في كل مرة كانت تحول له المحكمة الدستورية دون ذلك كما حدث في الأسبوع الماضي فقط.