حميد السليمي، هو واحد من بين مغاربة العالم الذين يستحقون لقب "سفير" المملكة في كندا، عن جدارة واستحقاق، وبعد أن حصل على شهادة الدكتوراه من الولاياتالمتحدةالأمريكية، اختار الاستقرار بمنطقة "ميسيسوكا" في ضواحي تورونتو. هسبريس حضرت إفطارا رمضانيا داخل المركز، ووقفت على الأهمية الكبيرة لهذه المنشأة لدى الجاليات الأسيوية بالمنطقة، حيث يحظى الإمام السليمي بشعبية كبيرة وسط آسيويي المنطقة، نظرا لمستواه العلمي العالي، وطريقته المرحة في التعامل، والتي لا تخلو من خفة ظل. ما هو سبب غياب الجالية المغربية عن مركز السيدة خديجة؟ أتعامل هنا بشكل شبه تام مع الجاليات الأسيوية، ولا يحضر إلا قلة من الجاليات العربية والمغربية بالخصوص، وقد يكون هذا راجعا إلى تكتل الجالية الأسيوية في المنطقة، وبعد المسافة بين المركز والمناطق التي يقطن بها العرب بصفة عامة. ما هي أهم المشاريع التي نفذها المركز؟ كثيرة والحمد لله، جمعنا مؤخرا ما يعادل مليون و 200 ألف دولار من المعدات الطبية، وقمنا بتوزيعها في عدد من الدول الإسلامية، وكانت تتضمن أدوية ومعدات كالكراسي المتحركة، وآليات للفحص الشخصي لبعض الأمراض، كارتفاع الضغط الدموي.. ووجدنا صعوبات إدارية في إيصال هاته المساعدات للمغرب.. وقبل سنوات بنينا مسجدا بمدينة "كاتينو" بمحافظة كيبيك، وجمع المركز لهذا الغرض غلافا ماليا بحوالي 600 ألف دولار. سمعنا أنك تحج بيت الله الحرام كل سنة، هل هذا صحيح؟ نعم صحيح، أنا أملك وكالة للأسفار، وكل سنة أرافق زبنائي لأداء مناسك الحج، وأقوم بتأطير رحلتهم من بدايتها إلى نهايتها، سواء ما تعلق بالسفر والإقامة، أو ما تعلق بالإرشاد الديني والتوجيه بالديار المقدسة. وماذا عن السياحة بالمغرب؟ أرسلت حوالي ألف شخص إلى المغرب، لقضاء عطلهم السنوية، وكلهم من الأسيويين الذين يعودون بانطباعات حسنة عن بلادنا، وأما الذين يعودون بتساؤلات واستفسارات، فأحاول قدر الإمكان تصحيح مفاهيمهم، حتى تبقى سمعة المغرب ذكرى حسنة في أذهانهم. ذات مرة رافقت مجموعة كبيرة من السياح، واكتريت حافلتين للتنقل من الدارالبيضاء، صوب مدن مراكشفاسالرباط...وأثناء تجولنا في أزقة فاس القديمة، أعجب رجل أعمال أسيوي بنافورة تقليدية معروضة للبيع، فقال، "أريد هاته النافورة وسط باحة المسجد"، فدفع ثمنها في الحين، وهي لا زالت بمدينة فاس تنتظر عملية الشحن. هناك حضور للطابع المغربي في المركز، هل هو الحنين إلى الوطن الأم؟ في الأيام القليلة القادمة ستصلنا ألواح مزركشة، من صنع اليد المغربية التقليدية، سأزين بها جدران المسجد، أنا أحاول الرفع من شأن المغرب وسط الجاليات الأسيوية والكندية، بإحضار ما هو جميل من بلدنا، وفي نفس الوقت، هذا يعطيني إحساسا بالتواجد في وطني المغرب. وما أعيبه على التجار المغاربة الذين نود التعامل معهم هو البطء، مقارنة مع أسواق أخرى، مثل السوق التركي مثلا، والذي يعمل على تسليمك ما تشتريه في زمن قياسي. ماذا تقول عن الملكية بالمغرب، وكيف ترى وطنك في ظل ما يحدث في دول عربية أخرى؟ أنا مبايع الملك محمد السادس، كما بايعت والده الحسن الثاني رحمه الله، فقد حظيت بشرف استقبال من طرف الأخير، أنا ومجموعة من الطلبة المتفوقين، بعد حصولنا على نقط جد عالية في دراستنا الجامعية بالمغرب". أما بالنسبة للوضع الذي يعيشه المغرب مقارنة بالدمار الذي لحق شعوبا عربية عدة، فهو راجع لكون المغاربة لديهم ما يجمعهم، ألا وهو الملكية التي سادت منذ قرون، ونحمد الله أن الشعب المغربي بذكائه، يستطيع تخطي المحن دون الوقوع في الفتن. مستواك العلمي العالي، والإقبال الكبير على المركز دليل على تميزك، فهل ترى نفسك مؤطرا لإحدى الدروس الحسنية مستقبلا؟ يوجد في المغرب علماء أجلاء، مستواهم العلمي أكبر، وسأكون فخورا بالمثول بين يدي الملك محمد السادس، لإلقاء درس ديني، سيكون ذلك تشريفا لي وللجالية المغربية المقيمة بكندا.