مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية، رفع رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران من لهجته، ضد أحزاب المعارضة، وخصوصا حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة، محذرا من ما اعتبره "خطرهما على الدولة والمجتمع". وقال بنكيران أمس السبت، خلال تقديم حزب العدالة والتنمية النسخة الأولية من البرنامج الانتخابي الوطني بخصوص الجماعات الترابية، موجها كلامه للأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط الذي سبق أن أعلن عن رغبته في اقتناء مطبعة كانت مسجلة في إسمه، "الذي أراد أن يشتري المطبعة مازال يتهرب لأنه بخيل وكذاب وما عندو كلمة"، مشددا على أن شباط لا يستطيع أن "يدفع مليارا واحد من الملايير التي اكتسبها من الحرام، كما التزم بذلك سابقا". وعلاقة بالتكهنات الانتخابية، قال الأمين العام لحزب المصباح، "لن أقول أنني سأحصل على المرتبة الأولى، لأني سأرشح من يشرف الحزب، ولن أرشح أين كان من تجار الانتخابات وبعض الأشخاص الذين لا رصيد لهم"، مشيرا إلى أنه "إذا اقتضى الأمر أن أكون الأخير فإني مستعد لذلك". وخاطب بنكيران، مناضلي حزبه بالقول، "معركتنا يجب أن تستمر ولا خيار لنا، لأن أساس الدولة شريف، ولا يمكنها أن تسير في اتجاه أخر غيره"، متهما خصومه ب"ممارسة المكر والخداع، والإشهارات المضادة التي لا نعرف لها سبيلا، لكن الزمان كشاف"، على حد قوله. وفي رده على استضافة حزب الأصالة والمعاصرة للمثقف المصري السيد القمني، أعلن رئيس الحكومة المغربية، رفضه الاستهزاء بالبيعة التي تربط ملوك المغرب بالشعب، منذ أزيد من 12 قرنا، واصفا إياه ب"البهلوان القادم من مصر، والذي يعتقد من جاء به أنه مفكر، ويظن أنه سيهدم أسس هذه الدولة القائمة على البيعة". وقال بنكيران في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة "هؤلاء ليسوا ضد دولة داعش، بل ضد دولة الإسلام في المغرب، والتي بنيت منذ أكثر من 12 قرنا"، معتبرا أن السخرية من البيعة سخرية من المغاربة، ليضيف "أقول هذا للتنبيه قبل فوات الأوان، لأن هؤلاء يحركهم الشيطان الذي يحرك أشياء أخرى، وهذا جهد عبد الإله أن ينبه". وبعدما أكد أن لا أحد له الفضل في هذا البلد على حزبه، أضاف "لن نتنازل عن شعار الله الوطن الملك"، مشددا على أن "العدالة والتنمية مُصر على القيام بواجبه من منطلق الأمانة التي كلف بها أمام الله والوطن والملك". "علاقتنا بجلالة الملك ليست للانتفاع المادي، بل هي قناعات لله، وغير قابلة لأن نتراجع عنها"، يقول بنكيران الذي أكد أنه "لو كان هنا خير منا وهزمنا في الانتخابات، غادي يبقا فينا الحال، لكن سنسلم بالديمقراطية ونهنؤه، لكن ما نراه لا يبشر بالخير، ولابد من الصمود إلى أخر رمق، وأعرف ما أقول، وأرجو أن يفهمنا الذين يسمعون ما نقول". رئيس الحكومة اختار لغة غامضة، وهو يوجه رسائله إلى خصومه، بالقول، "هناك توجه آخر يريد أن يفترس الوطن، ويبع الوهم لمن أراد أن يشتريه، على مختلف الأصعدة"، مشيرا "أنه يوهم الناس بأنه قادر على أن يضمن الاستقرار، وأن يضبط الخرجات غير المحسوبة، مقابل استعمال الديكتاتورية، واستعمال قوة الدولة في غير محلها، والإغراء والترهيب، والوعود الكاذبة بما لا يمتلكون". هذا التيار يقول رئيس الحكومة "ليس جديدا بل هو قديم وكان له ما يبرره في وقت من الأوقات، لكنه اليوم في نسخته الرديئة والخبيثة والشيطانية"، مبرزا أنه "يصطاد في الجهات التي يعول عليها الوطن وهو فارغ لا يمتلك شيئا". "من يشتري الوهم ينتبه بعد ذلك، ولكن الوقت يكون قد فات، وعشنا ما عشناه في إكديم ازيك والربيع العربي وليس لنا رغبة للعودة لهذا الأمر"، يتابع بنكيران الذي أشار إلى أن حزبه يخدم البلاد في كافة المجالات من خلال تواجده في الحكومة، "وهناك شهادة كونية ووطنية"، ليخاطب الذين يحاربون حكومته، بالقول "أصبحتم أضحوكة الزمان، لأنكم تكذبون وليس لكم الشجاعة للحديث عما ستقومون به قي المستقبل.. وما عندكم كلمة" يورد رئيس الحكومة.