لم يكن يدر بخلد الفتى المغربي، محمد العدالة، الملقب ب"سيمو"، والفتاة الأمريكية "ريبيكا"، أن قصتهما العاطفية التي انطلقت من مواقع التواصل الاجتماعي، ستتحول إلى موضوع لنشرات الأخبار في أهم القنوات الأمريكية، وصورهما ستنتشر في كبريات الصحف العالمية. وكما استأثرت قصة "السيمو وريبيكا" باهتمام العديد من المغاربة، فإن الأمر لم يختلف كثيرا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لدرجة أن مكتب التحقيقات الفدرالي الFBI دخل على الخط، لمعرفة ملابسات هذه القضية، حسب ما أكدته جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية. وأوردت الصحيفة الأمريكية أن مكتب التحقيقات الفدرالي تابع القضية، وقام بالتحقيقات اللازمة للتأكد من أن ريبيكا، ذات 17 عاما، في مكان آمن، مضيفة بأن الشابة الأمريكية أخبرت والدتها بأنها ستسافر من نيويورك إلى كاليفورنيا عبر الطائرة، إلا أنها استقلت الطائرة من مطار جون كندي بنيويورك قاصدة الدارالبيضاء. وكانت الشرطة الأمريكية متخوفة من أن يكون سفر ريبيكا إلى المغرب من أجل أغراض "مشبوهة" حسب تصريح الناطق باسم الشرطة الأمريكية في نيويورك، قبل أن يتبين للأجهزة الأمنية أن القضية لا تعدو كونها "علاقة حب" بين الفتاة الأمريكية والشاب المغربي. صور سيمو وريبيكا وجدت حيزا لها في صحف أمريكية أخرى، من قبيل "نيويورك تايمز"، كما خصصت قنوات أمريكية روبورطاجات للحديث عن الشابين في نشراتها الإخبارية، حيث تناولت قناة NBC الموضوع في نشرتين إخباريتين، ونفس الأمر قامت به قناة "فوكس نيوز" الذائعة الصيت، وكذلك فعلت قناة "سكاي نيوز". وظهر من خلال تعاطي القنوات الأمريكية مع الموضوع، أنها كانت متخوفة من أن يتكرر سيناريو الشباب الذين يسافرون بشكل سري للانضمام للجماعات المتطرفة، الأمر الذي جعل مكتب مكافحة الإرهاب يتدخل في القضية، ليتبين له أن القضية لا علاقة لها بكل هذه التخوفات. وتجاوز الاهتمام بقصة السيمو وريبيكا وسائل الإعلام الأمريكية ليصل إلى بريطانيا، فصحيفة الأندبندنت البريطانية العريقة اهتمت بالقضية بشكل كبير، مستغربة من قدرة الشاب المغربي على إقناع صديقته على السفر من بلدها إلى المغرب دون إخبار أسرتها، خصوصا أن عمر علاقتهما لا يتجاوز 7 أشهر. صحيفة "الميرور" البريطانية قامت بجمع عدد من الصور للشاب المغربي، أخذتها من حسابه على "فايسبوك"، وأعدت بورتريه عن الفتى، فيما نقلت صحيفة "الدايلي ميل" عن الشرطة الأمريكية أنها كانت متخوفة من أن يكون حساب سيمو على الفايسبوك، حسابا وهميا". وهكذا تحولت قصة "سيمو عدالة" و"ريبيكا" إلى مادة إعلامية دسمة تداولتها كبريات الصحف والقنوات العالمية، التي أبدت تخوفها في البداية من السبب الحقيقي لسفر ريبيكا نحو المغرب، قبل أن يتبين لها أن الدافع هو قصة حب بين شاب مغربي وفتاة أمريكية جمعهما العالم الافتراضي قبل أن يلتقيا على أرض الواقع.