لم يدم مسلسل "الحب" الذي جمع بين الشاب المغربي، محمد العدالة، والملقب ب"السيمو" في عائلته ووسط أقرانه، وبين الفتاة الأمريكية الشقراء "ريبيكا"، سوى أياما معدودات بعد أن اضطرت للعودة إلى بلادها يوم السبت الماضي، لكنها فترة زمنية كانت كافية لتجوب قصتهما وسائل الإعلام العالمية. وتابع قراء ومعلقون قصة "سيمو" و"ريبيكا" من أولها إلى آخرها، خاصة بعد أن أثارت منابر إعلامية وجهات أمنية أمريكية تخوفاتٍ بشأن احتمال تعرضها للاختطاف، أو مغادرتها للبلاد صوب جهات إرهابية، فيما اعتبر آخرون أن القصة تنطوي على فوائد وعِبر جمة يتعين تدبرها. أحمد ابن جرير، أحد قراء ومعلق هسبريس، قال إن هذه القصة الجميلة تحمل بين ثناياها قضايا هامة جدا، فمن جهة تبين مدى الخوف والتوجس الذي أصبح يشكله سفر الشباب الأمريكي باتجاه العالم الإسلامي، ومن جهة ثانية تبرز تقدير هذه الدول للإنسان، وتتبع كل ما قد يتعرض له المواطن حتى خارج حدود دولته. معلق آخر لقب نفسه "تاشكنت"، أورد أنه من الطبيعي أن يكون كل هذا الاهتمام من طرف الحكومة الأمريكية للمراهقة "ريبيكا"، مقارنة مع الحكومة المغربية، إذ يتضح ذلك جليا من خلال جواز سفر البلدين، فالجواز الأمريكي مكتوب عليه "حامل هذا الجواز تحت حماية الولاياتالمتحدةالأمريكية فوق أي أرض وتحت أي سماء". المعلق "بين بين" التقط خيط الحديث من سابقه، وذكر بدوره أنه يتعين معرفة كم تولي الدولة الأمريكية من اهتمام لفائدة مواطنيها، وبأن المواطن الأمريكي محفوظ فوق أي أرض وتحت أي سماء، ليس كجواز السفر المغربي الذي يورد "في حالة ضياع أو سرقة ستتعرض لغرامة مالية". وقال قارئ آخر إنه عاد جدا في الغرب أن تحب فتاة أمريكية أو بريطانية أو فنلندية أو سويدية أو فرنسية شابا من الغرب أيضا، إذ يمكن أن تسافر إليه وهي قاصر، دون وجود أية مشكلة، فال"إف بي آي" لا يتدخل، والإعلام لا يجن جنونه، لكن طالما أن العلاقة أحد أطرافها أسود البشرة، أو مسلم، أو عربي، فكل هذه الأجهزة ستعلن حالة الطوارئ". ورفض معلقون الاقتناع بأن قصة "سيمو" وريبيكا" مبنية على الحب، وقال أحدهم إن "التبجح بالحب وما شابه ذلك أمر مستبعد، فحلم المغربي وهمه الرئيسي هو الهجرة إلى أمريكا"، مضيفا أن الكثيرين يتمنون لهذا القاصر هجرة سعيدة كأن الهجرة إلى أمريكا لا تختلف عن ولوج "فندق"، وفق تعبيره.