تحول اجتماع لمناقشة مستوى الخدمات المقدمة من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية، والصعوبات التي يلاقيها المواطنون على مستوى حركية القطارات"، إلى ما يشبه المحاكمة لمدير المكتب، محمد ربيع لخليع، الذي حضر للبرلمان، بجانب الوزير المنتدب المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف. وأجمعت مداخلات النواب، أغلبية ومعارضة، في لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، اليوم، على "سخط المغاربة إزاء خدمات المكتب، والتي تتسم بالرداءة، وسوء المعاملة في بعض الأحيان"، معتبرين أن "نسبة رضا المواطنين التي كشف عنها المكتب، غير صحيحة". وسرد نواب الأمة، العديد من الإشكالات التي تواجه مرتادي قطارات المملكة، على مستوى المحطات وتأخر مواعيد القطارات، وسوء الاستقبال للمسافرين، ووضعية القطارات"، رابطين هذه الوضعية بالاحتجاجات التي ينفذها زبناء المكتب، والتي أدت إلى توقيف عدد من القطارات". الرضا والجودة محمد ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، الONCF، قال في جوابه على أسئلة النواب إنه لم يأت لتغطية الشمس بالغربال، مدافعا عن المؤسسة التي يسيرها بالقول، "نحن شركة مشهود لها بالجودة". وقال لخليع إن نسبة 75 في المائة، من رضا المغاربة على أداء خدمات المكتب شملت 1500 مستجوبا، كاشفا أنه "تم اختيارهم بشكل عشوائي على مستوى جميع المسافرين"، ليوضح أن الرضا مرتبط بالمعدل العام، لأن هناك خطوط لا يتجاوز فيها نحو 40 في المائة". وسجل لخليع أن منطق الاستجواب التقليدي أصبح متجاوزا، مبرزا أن "المكتب يستعمل المواقع الاجتماعية للتواصل مع الزبناء وتلقي شكاواهم"، موضحا أن "الاحتجاجات تمت معالجتها، وذلك عن طريق برنامج عمل أعطى نتائجه"، وفق تعبيره. وأردف المتحدث بأنه "تم إدخال عدد من العربات للصيانة استعدادا للصيف، وهو ما خلق تغيرات، بالإضافة للأعمال غير المسؤولة التي شهدتها بعض الخطوط" ، معزيا الإشكالات التي واجهت المسافرين إلى "أن جل أشغال البنية التحتية تتم ليلا حتى لا نضطر إلى حذف قطارات نهارا". وأوضح المسؤول الأول عن قطارات المملكة بأن "هذه الأشغال المرتبطة بالبنية التحتية تنعكس على السير العادي للقطارات، فعند تغيير السكة مثلا، نضطر إلى تخفيض سرعة القطارات في بعض الأحيان، والتي لا تتجاوز بين 30 و60 كلم في الساعة". واعتبر لخليع، أن "المشاريع في طور الانجاز ستمكن من حل الإشكالات بطريقة هيكلية، ومنها الزيادة في عدد القطارات، والتحسين من وتيرة انتظامها"، وعندما ننتهي من هذا البرنامج ستكون الخطوط مؤمنة بطريقة معقولة" يقول مدير القطارات بالمغرب. طموحات أكثر من جانبه اعتبر محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل، أن "الجودة في الخدمات مرتبطة بمناخ الإصلاحات والبنيات التحتية، وتدبير الأوراش الكبرى التي يمكن في بعض الأحيان أن يكون لها أثر يومي مباشر على هذه الخدمات". وسجل الوزير أن "البرامج التعاقدية للدولة مع المكتب مرتبطة أساسا بالمجالات التجارية والمالية، والعمل على أن يكون للمكتب مردودية، وأداء جيد وموقع على المستوى الإفريقي"، وفق تعبير بوليف الذي أبرز ضمن مداخلته، أن جميع المؤشرات لسنة 2014، وكل التوقعات تشير إلى أن عدد زبناء المكتب الوطني للسكك الحديدية يتجاوز 40 مليون مسافر سنويا، في حين أن هذه النسبة لم تكن تتجاوز النصف قبل عقد من الزمن". واعتبر بوليف أن "طموحات المغاربة أصبحت أكثر في مجال الخدمات"، كاشفا أن "تأخر القطار لمدة خمس دقائق كافي ليصل الأمر للوزير والمسؤولين عن طريق الرسائل القصيرة والايميلات"، وذلك بسبب "تفاعل المواطنين، وهو ما يجعل التحدي أمام أطر المكتب أكبر من السابق"..