مع حلول شهر رمضان الأبرك، يتزايد الحنين لأرض الوطن، مما يدفع أفراد الجالية المغربية المقيمة بلوس أنجلس، إلى الانخراط في كل ما قد يساعدهم على التغلب على هذا الشوق عبر خلق أجواء رمضانية تشبه نظيرتها في البلد الأم، وبالتالي التخفيف من لوعة الغربة. ويجمع أفراد الجالية المغربية في لوس أنجلس على أن هذا الشهر المبارك يذكي إحساسهم بالغربة، والبعد عن حضن الأسرة الكبيرة، مصدر الفرح والبهجة، والذي يفتقدونه في كثير من الأحيان. وفي هذا الصدد، قال حسن .ت ، مستخدم في شركة للاتصالات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "لا شيء يمكن أن يعوض الدفء الأسري، ولكن دأبنا منذ سنوات على تقاسم الإفطار في إطار عائلي لخلق أكبر قدر ممكن من الجو المفتقد والتخفيف من لوعة هذا الشعور". وتطرق هذا المهاجر (41 سنة)، المنحدر من الدارالبيضاء، لقيود العمل التي تحول كل سنة دون قضائه شهر رمضان وعيد الفطر مع أسرته في أرض الوطن، وبالمقابل، يقول سعيد .س، من مواليد مدينة سلا والمشرف على محل لإصلاح هياكل السيارات، أنه يستعد للعودة إلى بلده الأصلي بمعية أسرته الصغيرة لقضاء الأسبوع الأخير من شهر الصيام والاحتفال مع والديه. ومع ذلك، فلا يزال الشهر الفضيل يوفر لحظات من السكينة والطمأنينة للجالية المغربية المتشبثة بجذورها وتقاليدها، سواء داخل الأسر أو من خلال توجيه دعوات بانتظام لتقاسم وجبة الإفطار على مائدة واحدة في إطار جو شبه عائلي. وعلى غرار مائدة الإفطار المغربية المعروفة بالأطباق التقليدية التي تميز الشهر الفضيل، وخاصة شربة "الحريرة" ومختلف "الشهيوات" التي تزين موائد الإفطار مثل "الشباكية" و"البغرير" و"السفوف" و"الرغايف"، تبقى الجالية المغربية وفية للقائمة الغنية لمثل هذه الأطباق لمجرد الشعور، المؤقت على الأقل، بالأجواء الحميمية التي تميز البلد الأصلي. ولتعزيز الالتقاء والتآزر بين أفراد الجالية المغربية تسهر الجمعية المغربية الأمريكية في ولاية كاليفورنيا (ذي موروكون-أمريكن أسوسيايشن أوف كاليفورنيا) كل سنة على تنظيم إفطار جماعي، وعبر رئيس الجمعية عبد الإله الهردوزي عن "الفرحة لرؤية العشرات من المغاربة يلبون الدعوة، ويحضرون رفقة عائلاتهم الصغيرة للانخراط في هذه الأجواء الرمضانية الصرفة"". بالإضافة إلى ذلك، تقوم العديد من المراكز الإسلامية في لوس أنجلوس بتنظيم وجبات إفطار جماعية لفائدة الجالية المسلمة، والتي تشكل فرصة للالتقاء والتواصل وتعزيز علاقات الأخوة بين المسلمين، التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف، ووفقا للبيانات الرسمية، توجد في كاليفورنيا أكبر جالية مسلمة في الولاياتالمتحدة، يعيش معظمها في جنوب كاليفورنيا. ويظل رمضان شهر التقوى والإحسان وتلاوة القرآن الكريم. لهذا تكثف المراكز الإسلامية خلال هذا الشهر الفضيل من دروس تفسير القرآن ومحاضرات دينية تقارب مواضيع مرتبطة بالصيام وفضائله. *و.م.ع