تداعت الأحداث في تونس بشكل درامي بعد اضطرار رأس النظام البوليسي فيها إلى الفرار بجلده . وعلى الفور قامت جهات عدة بمحاولات مكشوفة من أجل الالتفاف على المكسب الرائع الذي حقق الشعب التونسي البطل . فأول المحاولات كانت من النظام الأمريكي والنظام الفرنسي وهما نظامان كانا يوفران الحماية للنظام البوليسي في تونس لعقود . وقبل يوم واحد كانت وزيرة الخارجية الفرنسية تعرض مساعدتها الأمنية على النظام المنهار. وبين عشية وضحاها صار النظام الأمريكي يبارك ثورة الشعب التونسي ، وصار النظام الفرنسي يعلن عن رفضه استقبال الرئيس المجرم الملطخ اليدين بدماء أبناء الشعب التونسي. وثاني المحاولات اليائسة هو طمع أعوان النظام البوليسي في البقاء بالسلطة ومن ثم الفرار من محاكمة الشعب لهم. لقد حاولوا إيهام الشعب التونسي بأنهم أبرياء من جرائم نظام قضوا في خدمته نصف قرن دون أن يكون لهم موقف من فساده وإجرامه . وثالث المحاولات اليائسة هو ركوب بعض الجهات في الوطن العربي ثورة الشعب التونسي من خلال تصريحات بعض الأنظمة أنها مع هذا الشعب تراقب عن كثب ما يحدث من خلال وصاية مجانية لا حاجة للشعب التونسي بها. ولقد تحولت العصابات البوليسية التي كانت تواجه أبناء الشعب التونسي إلى عصابات سطو على ممتلكات المواطنين لأنها وحدها المالكة للأسلحة مقابل شعب أعزل. وقد أكد شهود عين عبر مواقع إلكترونية عديدة من داخل تونس أن عمليات السطو التي أعقبت فرار الرئيس المجرم هي من تنظيم الأجهزة البوليسية وهو ما أكده بعض مراسلو وسائل الإعلام حيث التقطت قطع أسلحة تابعة للشرطة نزعت من بعضهم أو سقطت منهم والتقطها الشعب وسلمها للجيش مما يعتبر دليلا قاطعا على تورط أجهزة الأمن القمعية في عمليات السطو والتدمير لتشويه الثورة الشعبية الماجدة في تونس. ومن المحاولات المكشوفة صدور بيان ترحيب بالرئيس الفار من الجهة المستقبلة له مما يعني احتقار هذه الجهة لثورة وإرادة الشعب التونسي. إن الرئيس الفار مرتكب جرائم ضد الإنسانية لا بد من تسليمه لعدالة الشعب التونسي ولا إنسانية في حق المجرمين . و من العار أن يستقبل مجرم أجرم في حق شعبه بالترحاب ، وليست الجهة المستقبلة له بأذكى من فرنسا التي كانت توفر له الحماية ومع ذلك لم تجرؤ على استقباله خوفا من غضب الشعب التونسي . إن الشعب التونسي وقف معلما وأستاذا لكل شعوب العالم المقهورة ليعلمها كيف تتحرر وتنعتق من الأنظمة الظالمة ومن طغاتها لهذا لا مجال للمحاولات اليائسة من أجل الالتفاف على هذا الدرس الثمين الذي قدمه الشعب التونسي لكل شعوب العالم المظلومة. عاش الشعب التونسي وعاشت ثورته الباسلة والموت لأعدائه .