أطلقت عدد من الناشطات المغربيات، على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة وطنية تطالب بما أسمينه "حرية الحجاب"، ردّاً على الحراك الحقوقي الأخير الذي انطلق بحملة دولية بعنوان "ارتداء الفستان ليس جريمة" وانتقلت لشوارع الرباط وأكادير تضامناً مع فتاتيّ إنزكان المتابعتين بتهمة "الإخلال بالحياء العامّ"، فيما تدعو حملة "حجابي_حريتي" بإنصاف المحجبات مما وصف "الاضطهاد والظلم والحيف". وفيما تُعدّ الناشطات لوقفة احتجاجية، وجّهت دعوتها إلى الجمعيات النسائية بالتدخل من أجل الدفاع عن "حقوق المُحجّبات"، موضحة "إن كنت حقا تدافعين عن حقوق المغربيات وحرياتهن في ارتداء ما طاب لهن.. فلا تكوني متطرفة ولا تغضي الطرف عنا فنحن الأغلبية الساحقة لا هُنّ ونحن اللواتي نعاني لا هُن"، بحسب تعبير بلاغ الحملة. ويورد المصدر ذاته أنّ ما وصفه "عفيفات المغرب" شرعت منذ يوم في حملة تحت عنوان "#حجابي_حريتي"، مضيفا "ليست صويحبات التنورات القصيرة وحدهن من تطالبن بالحرية.. نحن يا سادة فتيات ونساء محجبات ومنقبات سلكنا الستر طريقا فلقينا من وطننا هذا اضطهادا وظلما وحيفا"، فيما قال النداء المذكور إن معاهد ومدارس مغربية توصد أبوابها في وجوه عدد من المحجبات. ويشدد المصدر ذاته على أن فرص العمل والظهور في التلفزيون "تكاد تنقرض" أمام المحجبات والمنقبات، مردفاً "نحن يا سادة ممنوعات من الظهور في الشاشات بلباس ساتر، نحن مجبرات على الصمت، ولم نخرج يوما في مظاهرة نطالب بالحق الحقيقي في بلد يدعي إمارة المؤمنين.. من المظلوم أنحن أم أنتن!؟". ومع إطلاق الحملة المذكورة، تناسلت عدد من القصص التي وصفتها الناشطات بالحقيقية، حول تعرض بعض النساء إلى مضايقات، كما تروي إحداهن، وهي في الثلاثينيات من عمرها، "كنت واقفة أمام باب المقاطعة أنتظر ابنتي كي تعود من المكتبة.. مرّت بجانبي امرأة قالت بصوت عال جدا 'الإرهاب الخانز تفووو'"، مضيفة أنها وجهت لها اتهامات ب"الإرهاب" أمام أنظار المارة. وتضيف فتاة أخرى، 18 سنة وقاطنة بمدينة سلا، أنها ارتدت النقاب بعد اجتيازها امتحان البكالوريا " تعرضت للاستهزاء من زملائي في الدراسة وفي الشارع"، مضيفة أن أحد الشباب مرّ بدراجته النارية ووجه لها كيلا من الشتائم، من قبيل " الداعشية اذهبي للسعودية أحسن لك"، وفيما لم تورد أنها لم تتوجه بأي شكاية لدى المصالح المختصة، أضافت أن مواقف السب والشتم استمرت معها أكثر من مرة. هند بضاض، الناشطة والمشرفة على الحملة، قالت لهسبريس، إن تحرّكها رفقة من وصفتهم ب"العدد الكبير من النساء والرجال" يأتي ردّاً على المظاهرات الأخيرة التي انطلقت قبل أيام للمطالبة بحرية اللباس، "هم أقلية ويطالبون بحرية العُريّ ولبس 'التنورة' القصيرة.. أما نحن فنريد أن نقول للرأي العام إن المغربيات محافظات وغالبيتهن محجبات". وتضيف هند أن حقوق "المحجبات" في المغرب "مضطهدة" موضحة أنها توصلت بحالات، أثناء انطلاق الحملة، "هناك عدد من المحجبات حَكَيْن لي منعهن من ولوج مدارس عليا للمهندسين بسبب الحجاب، بل هناك من تَعرّضْنَ في الشارع العام لنعوت إرهابية وداعش"، معبرة عن أَسفها من تجلي "مفارقة أن الأقلية التي تتعرى تطالب بحريتها والأغلبية المحجبة تهضم حقوقها في اللباس". واتهمت الناشطة المغربية من أسمتهم دعاة العلمانية بالوقوف وراء إثارة ضجة في المجتمع المغربي حول حرية العري في اللباس، مطالبة الهيئات الحقوقية النسائية بضرورة الأخذ بمطالبهن كمحجبات "مثل ما تضامنوا مع فتاتَي انزكان.. من فينا المظلومات هن أم نحن الذين نمنع من أبسط حقوقنا في المجتمع وننعت بأوصاف قدحية". وتورد هند أن حملتها لاقت تجاوباً وصفته بالكبير على موقع "فيسبوك"، مشيرة إلى أنها تعد رفقة نشطاء آخرين لوقفة احتجاجية في الشارع، فيما ذكرت أن تحركها الحالي يقتصر على فقرات على صفحة الحملة، من قبيل تلقي مشاركات الزوار وصور وفيديوهات تضامنية تحمل شعار الحملة، إضافة إلى مشاركات تحكي قصص محجبات ومنقبات غبر "هاتشاكات" مختلفة.