تحت أشعة شمس حارقة صدحت حناجر مغربيات، خلال وقفة احتجاج أمام مقر البرلمان اليوم، بشعارات غاضبة مما أسمينه "دعوات للتعرّي في المغرب"، وطالبن بالضغط من أجل "إلغاء كل مظاهر التمييز على أساس الحجاب" في عدد من المؤسسات التعليمية والعمومية. الوقفة جاءت في سياق حملة "حجابي حريتي"، التي انطلقت من الفايسبوك، بحضور نسائي مواكبٍ من لدن رجال متضامنين، وعرفت رفع شعارات من قبيل: "هويتنا خط أحمر" و"حجابي احتشامي.. أفرض به احترامي"، و"النضال من أجل الحرية.. الحجاب، الحشمة في المجتمع المغربي". ووجّهت الحاضرات انتقادات لاذعة لمن وصفنهم ب"دُعاة العلمانية والعريّ في المغرب"، بقولهن "إسلامية إسلامية.. لا للعلمانية" و"التنورة تطلع برا.. الشذوذ يطلع برا"، فيما حملت مطالب المتظاهرات السماح للمحجبات بولوج المعاهد العليا واحترام "خصوصيات الحجاب" في الأماكن العامة. المتظاهرات نادين أيضا ب"حريةٍ تحترم كرامة المرأة وليس استغلالاً لها" وفق تعابيرهن التي دعت إلى الالتفات نحو المشاكل الحقيقية للمرأة في مجالات الصحة والتعليم، وغيرها.. كما شددن على وجود حالات مرصودة للميز طالت عددا من لابسات الحجاب والنقاب في الشارع العام، حيث تحدثن عن تعرض عدد منهن لمضايقات وتحرشات وصلت درجة النعت ب"الإرهاب" و"داعش". هند بضاض، من المشرفات على حملة "حجابي حريتي"، قالت لهسبريس: "التحرك يأتي كي نقول للمغاربة إننا كمحجبات لنا صوت باعتبارنا مغربيات عفيفات نطالب بحريتنا في الملبس المتجلي في الحجاب"، مستنكرة ما وصفته ب "انتشار لمظاهر العري في الشارع المغربي الذي ينافي الدستور المغربي والهوية المغربية الإسلامية العريقة" وفق تعبيرها. واتهمت بضاض "دعاة العلمانية والتغرب" بكونهم "أبواقا للغرب".. وأضافت: "نقول لهم إن حريتنا لا تتمثل في أمور دخيلة على الدين وحملة حجابي حريتي موجهة إلى الرأي العام برسالة تفيد أن المتحجبات تتعرض للتضييق رغم الانتماء لمجتمع محافظ". وشددت هند على وجود مضايقات تمس بالميز المحجبات وهي تعلن وجود "رفض دخولهن المعاهد والوظائف العمومية"، مبدية تأسفها من كون التضييق يصل أيضا للشارع العام، وأوردت: "هناك من يرى المحجبة إرهابية أو مشروع تفجيرية، لا كمغربية ملتزمة بدينها" وفق تصريحها الداعي للتنظيمات الحقوقية ب "عدم قصر الدفاع على لابسات التنورات"، وزادت: "جميعنا مسلمات مغربيات ولا فرق بيننا".