تصدّرتْ نقابة الاتحاد المغربي للشغل قائمة النقابات التي استطاعتْ بلوغ العتبة (6%)، في أوّل انتخاباتٍ مهنية تُجرى بعْد دستور 2011، وثاني انتخاباتٍ في ظلّ مدوّنة الشغل الجديدة، وفْق النتائج شبْه النهائية التي أُعلنَ عنها مساء أمس الأربعاء في ندوة صحافية بمقرّ وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية بالرباط. وحازت نقابة الاتحاد المغربي للشغل نسبة 17،67 في المائة من مجموع مناديب الأجراء، بما يمثّل 6175 مندوب، في حين جاءت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في الرتبة الثانية ب 9،27 (3240 مندوبا)، تلاها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ب7،57 (2644 مندوبا)، ثمّ الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ب7،36 (2572). وتصدّر النتائجَ العامّة للانتخابات المهنية لسنة 2015 اللامنتمون، بفوزهم ب17399 مقعدا، أيْ ما يمثّل 49،79 في المائة من مجموع المقاعد (34946)، في حينِ كانتْ نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل "أكبرَ الخاسرين"، بفقدانها لمكانتها بيْن النقابات الأكثرَ تمثيلية، إذْ لمْ تتعدّ النسبة التي حصلتْ عليها 1،84. ويظهرُ أنَّ تراجعَ نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل راجعٌ بالأساس إلى الانشقاق الذي عرفتْه قبْل شهور، وأدّى إلى انقسامها بين جناحي عبد الرحمان العزوزي وعبد الحميد الفاتحي، وجوابا على سؤالٍ حوْل تعاطي الحكومة مع نقابة "بجناحيْن"، قالَ وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي "إنّ مناديب الأجراء ترشّحوا باسم النقابة وليس هناكَ أجنحة". وبالمقارنة بيْن الانتخابات المهنية لسنة 2009، تمكّنت نقابة الاتحاد المغربي للشغل في انتخابات هذه السنة من رفْع تمثيليتها بنسبة 4،45 في المائة، منتقلة من 13،22% سنة 2009 إلى 17،67% سنة 2015، وجاء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب في المرتبة الثانية من حيثُ زيادة نسبة التمثيلية، ب2،67% إذ انتقل من 4،6% سنة 2009 إلى 7،36%. من جهتها تمكّنت نقابة الاتحاد العامّ للشغالين بالمغرب من رفْع نسبة تمثيليتها ب1،15%، منتقلة من 6،42% سنة 2009 إلى 7،57 خلال انتخابات هذه السنة، وبدورها رفعت المنظمة الديمقراطية للشغل نسبة تمثيليتها ب1،84%، منتقلة من 0،7% سنة 2009 إلى 1،84% في انتخابات سنة 2015. وفقدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل 1،57% من نسبة تمثيليتها، لتنخفض من 10،84% سنة 2009 إلى 9،27% خلال انتخابات 2015، في حين سجّلت نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل أقوى انخفاض في نسبة التمثيلية، إذ اندحرتْ من 6،57% سنة 2009 إلى 3،83% حسب النتائج الجزئية لانتخابات 2015، أيْ بناقص 2،47، كما تراجعت نسبة تمثيلية اللامنتمين ب5،3%. وبخصوص الأجواء التي مرّتْ فيها الانتخابات المهنيّة في القطاع العامّ، قالَ الوزيرُ المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالوظيفة العمومية محمد مبديع إنها مرّت "في أجواء ديمقراطية وشفافة"، غير أنّه أشار إلى أنّ الوزارة تلقّت شكايات "تمّت مُعالجتها في حينه، فيما تُركتْ شكايات أخرى للقضاء الإداري ليحسم فيها، إذا رغبَ أصحابها في اللجوء إلى القضاء"، وَأضاف في المُجمل آلت الشكايات التي توصّلنا بها إلى التوافق". وردّا على الاتهامات التي سبق للمنظمة الديمقراطية للشغل أنْ وجّهتها للحكومة، بشأن تأخيرها الإعلانَ عن نتائج الانتخابات المهنية، متّهمة إيّاها بالسعي إلى "تزوير والنفخ في أرقام النتائج"، قالَ وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي، "الانتخابات المهنية لها طابع خاص، ولا يُمكن مقاربتها بنفس مقاربة الانتخابات الجماعية أو التشريعية". وبخصوص كلفة الانتخابات المهنيّة، قال الصديقي، إنها بلغتْ 17 مليون درهم.