نظمت مجموعة من 250 خريجاً جامعياً سعودياً احتجاجاً نادراً في العاصمة الرياض وتعهد المتحدث باسم المجموعة أمس الأحد باستمرار الاعتصامات إلى أن توفر المملكة فرص عمل لهم. ولا تتسامح المملكة غالباً مع مظاهر المعارضة العلنية، وتميل الصحف فيها إلى نشر وجهة النظر الرسمية. ورغم ثروتها النفطية الضخمة تكابد السعودية بطالة بلغت نسبتها 10.5 بالمائة في 2009 بحسب أحدث رقم معلن. وأبلغ نايف التميمي رويترز "نحن مجموعة من المعلمين لم نحصل على وظائف ونظمنا اعتصاماً سلمياً أمام وزارة التعليم... نريد أن يكون الاعتصام لمدة طويلة لكن الأمن يأمرنا بالانصراف." ونشرت صحيفة الحياة اليومية صورة خريجين يحتجون أمام مبنى وزارة التعليم أول أمس السبت. وقابل المحتجون الذين نظموا احتجاجاً مماثلاً في غشت الماضي مسؤولين بالوزارة للمطالبة بتوفير مزيد من الوظائف في المدارس الحكومية. وقال التميمي "هناك احتمال كبير أن ننظم اعتصاماً ثانياً. هم وعدونا بأنه سيتم الإعلان عن وظائف عما قريب. وفي حالة عدم الإعلان سنعتصم مجدداً". وقال إن المدرسين يحصلون على ألفي ريال (533 دولاراً) في الشهر في القطاع الخاص مقابل وظيفة تدر نحو ثمانية آلاف ريال شهرياً في المدارس الحكومية. ويضطر مزيد من السعوديين إلى العمل كسائقي سيارات أجرة وحرس أمن خاص أو في مهن أخرى منخفضة الدخل لتغطية نفقاتهم وهي وظائف كانت تقتصر عادة على العمالة الآسيوية المهاجرة. ويعتقد أن الأجانب يشكلون ما يصل إلى ثلث سكان السعودية البالغ عددهم نحو 27 مليون نسمة. وتقدم السعودية لمواطنيها مزايا اجتماعية لكنها تعتبر أقل من نظيراتها في منتجي النفط الخليجيين الآخرين مثل الكويت وقطر وهي دول عدد مواطنيها أقل بكثير. وتنفق السعودية حالياً 400 مليار دولار على مشاريع للبنية التحتية إضافة إلى وضع ميزانية قياسية للعام الثالث على التوالي في مسعى لتنشيط الاقتصاد وتوفير المزيد من فرص العمل لمواطنيها الذين يشهدون نمواً سريعاً.