دعت المملكة العربية السعودية مواطني البلاد إلى تجنب الدخول إلى مواقع الإنترنيت بغرض الحصول على معلومات مسربة من لدن "ويكيليكس" باعتبارها "تضر بالوطن".. وقالت وزارة الخارجية السعودية، في تغريدتين عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن المعلومات المسربة قد تكون غير صحيحة..موردة: "عزيزي المواطن الواعي: تجنب الدخول إلى أي موقع بغرض الحصول على وثائق أو معلومات مسربة قد تكون غير صحيحة بقصد الإضرار بأمن الوطن". وأورد ذات الوزارة في تغريدة ثانية بعد أن عمد عدد من مستخدمي تويتر وفايسبوك على نشر بعض الوثائق التي نشرها ويكيليكس: "عزيزي المواطن الواعي: لا تنشر أي وثائق قد تكون مزورة تساعد أعداء الوطن في تحقيق غاياتهم".. وذلك في تعاطي ذات الوزارة السعودية مع ما قام به موقع ويكليكس من نشر لعدد كبير من الوثائق باعتبارها مراسلات بين وزارة الخارجية السعودية وسفاراتها حول العالم، بما فيها عدد مما أبرقت به سفارة الرياض بالعاصمة المغربيّة الرباط صوب المسؤولين المكزيّين بالمملكة الخليجية. وبرزت من بين ذات التسريبات التي تعني التحركات السعودية عبر دبلومسيتها في الخارج وصف لحكومة عبد الإله بنكيران، ضمن نسختها الأولى المعينة مطلع سنة 2012، بكونها صوريّة لبقاء المناصب الحساسة في الدولة بأيدي رجال القصر، خاصّة بعد إضافة وزارة الفلاحة إلى وزارات السيادة التي يدبر شؤونها البلاط.. وفق تعبير المراسلَة المصدرة باعتبارها منجزة من لدن رئاسة الاستخبارات العامّة السعوديّة. ورأت السعودية، عبر ذات المراسلة التقرير، أن حكومة عبد الإله بنكيران الأولى ضمت مناصب شكلية حددتها في تسمية عبد الله باها وزيرا للدولة، وتواجد سعد الدين العثماني كوزير للشؤون الخارجية والتعاون.. "تجلى التدخل الملكي حين تم رفض أسماء كانت مرشحة للتنصيب في الحكومة، وكان تدخل القصر جليا حين أعلن عزيز أخنوش اسم هسبريس لاح بدوره ضمن مضمون إحدى الوثائق التي حررها سعود الفيصل، باعتباره وزيرا لخارجية السعودية عام 2010.. إذ أقدم الفيصل على تحرير مراسلة جوابية توصل بها الملك السعودي، باعتباره رئيسا لمجلس الوزراء، بخصوص مادّة كانت جريدة هسبريس الإلكترونيّة قد نشرتها بناء على شراكة سابقة جمعتها ب"الأخبار" اللبنانيَّة. ولم يتردد وزير الخارجية السعودي، بناء على ما توصل به من سفارة بلده بالرباط في موافاة الملك السعودي بمغالطات من بينها أن هسبريس موقع على النت تملكه مجموعة من المغاربة في كندا، ويشرف عليه شخص يدعى طه الحمدوشي.. ثم استرسل في ذات الاتجاه وهو يصف هسبريس ب"الأقرب إلى الجريدة الصفراء من حيث أسلوبه القائم على الإثارة، نظرا لأن الموقع تجاري يعتمد على مداخيل الإعلانات".. وأضاف الوزير السعودي ضمن وثيقته الموجهة للملك: "المصادر التي يعتمد عليها ليست موثوقة، ويلجأ في غالب الأحيان إلى النقل المباشر من مصادر أخرى دون التحري عن مدى جديتها ومصداقيتها، والمقال المشار إليه منقول حرفيا من جريدة الأخبار اللبنانية، كما أن الكاتب مقيم بلندن وليست له صلة بالمغرب" وفق صياغة المراسلة. العدد الكبير من المراسلات المتبادلة بين الخارجية السعودية وأجهزة الاستخبارات بها، وهي التي وضعها ويكيليكس رهن إشارة متصفحيه، ما تزال تخضع للتدقيقات بالنظر إلى تنوع مجالاتها ومضامينها.. وذلك في انتظار تفريغات تتعاطَى مع أهمّ ما ورد بها، وسط تخوفات الدولة السعودية من أثر ذلك على شؤونها الداخلية تحديدا.