احتج عشرات من سكان منطقة ليساسفة بالدارالبيضاء، اليوم الثلاثاء، على استمرار إغلاق مركز صحي منذ ما يقارب ثلاث سنوات، وعدم افتتاحه من جديد، رغم الوعود الرسمية التي تلقوها من مندوبية وزارة الصحة، ورغم معاناتهم اليومية مع قلة الخدمات الصحية. الاحتجاج الذي شارك فيه حوالي 300 من ساكنة ليساسفة والأحياء المحيطة بها أمام المركز المغلق، شهد رفع شعارات تنادي بربط المسؤولية بالمحاسبة، وفتح تحقيق في أسباب استمرار إغلاقه، وذلك في وقت تضطر فيه الساكنة إلى التنقل إلى مركز صحي مؤقت، بالقرب من حي الصفاء، لا يوّفر لها الحاجيات المطلوبة. وحسب المعطيات التي استقتها هسبريس من المحتجين، فإن الذهاب إلى المركز المؤقت يحتاج ركوب سيارة أجرة صغيرة بثمن لا يقل عن عشرة دراهم، كما أنه ضيق جدًا ولا يستوعب مئات المواطنين الراغبين في علاج أمراضهم، وهو ما يدفع بالمواطنين إلى الانتظار أمام أبوابه لساعات طويلة. كما يعاني المركز المؤقت من قلة الطاقم الطبي والتمريضي، إذ لا يتوفر في الوقت الحالي سوى على ممرضة وحيدة وطبيب وطبيبة، بينما تم تنقيل ممرض ثانٍ إلى مستوصف آخر، يقول سجيد محمد، فاعل جمعوي، مضيفًا أن المركز يعاني من خصاص كبير في إبر الأنسولين، ولا ويتوفر على غرف كافية، ممّا يحتم على جميع المرضى تقاسم المكان نفسه حتى مع خطر تناقل الأمراض. وتابع سجيد بأن مندوبية وزارة الصحة تبرّر إغلاق المركز الأصلي لكونه من البنايات الآيلة للسقوط بناءً على خبرة قامت بها، غير أن خبرة أخرى أجرتها البلدية، أشارت إلى أنه لا يحتاج سوى لبعض التجديد وليس إصلاحه بالكامل، مستطردًا بأن ميزانية الإصلاح رُصدت منذ مدة، دون أن تبدأ وزارة الصحة أشغال إعادة افتتاح المركز. وليس بُعد المركز المؤقت وقلة مرافقته هما المشكلان الوحيدان اللذان دفعا الساكنة إلى الاحتجاج، بل كذلك حوادث السرقة التي تتعرّض لها بعض نساء المنطقة أثناء تنقلهن إليه، فضلًا عن تذمر وتشكي الساكنة المحيطة بهذا المركز من كثرة الضجيج التي يعرفها، إذ يشغر إحدى فيلات حي الصفاء، الذي تسكنه طبقة غنية لم تتحمل وجود فقراء يبحثون في هذه المنطقة عن علاجهم، تقول إحدى المحتجات. وكان المركز الصحي الحضري ليساسفة 2 يستجيب لغالبية الحاجيات الصحية لساكنة هذه المنطقة المكوّنة من أحياء ليساسفة 1، ليساسفة 2 ليساسفة 3، حي مول الزيتونة، لحفافرة، جامع العراقي، ديار الصوغية، ديار ليساسفة، في واحدة من أكثر المناطق الشعبية في الدارالبيضاء، حيث كان يتوّفر على طاقم موّسع، كما كان يتوّفر على العديد من الأقسام. ورغم أن احتجاج اليوم هو الرابع من نوعه الذي تقوم به الساكنة، إلّا أنها لم تتوصل بأيّ جواب رسمي من مندوبية الصحة كما يؤكد ذلك محمد سجيد، مشيرًا إلى أن الساكنة ستستمر في مطالبها إلى حين افتتاح المركز من جديد وإنهاء معاناة التنقل إلى مركز مؤقت، لا يحمل من الصحة غير الإسم.