نجحت قنصلية المغرب بمدينة طاراغونا الإسبانية في أن تحول الشارع الرئيسي في المدينة والذي يطلق عليه "الرومبلا دي طاراغونا" إلى فضاء مغربي بامتياز، بعد أن نصبت فيه الخيام المغربية، والمحلات التجارية المخصصة لمنتجات الصناعة التقليدية، وذلك خلال افتتاح الدورة الثانية للأسبوع الثقافي المغربي بمدينة طاراغونا الإسبانية، وهو الموعد الذي نجح في استقطاب المهاجرين المغاربة ليس فقط القاطنين بمدينة طاراغونا وإنما المقيمين في إقليمكاطالونيا بصفة عامة. افتتاح الأيام الثقافية كان على الطريقة المغربية سواء من خلال منتوجات الصناعة التقليدية المعروضة على الزوار، أو عبر المزج بين مختلف الأنواع الموسيقية المعبرة عن التنوع الثقافي المغربي، بالإضافة إلى تقديمه كل طقوس الضيافة المغربية للمهاجرين المغاربة المقيمين في طاراغونا وكذلك المواطنين الإسبان الذين أغرتهم الخيمة المغربية بارتشاف كأس شاي على إيقاع الموسيقى الشعبية المغربية. تنظيم المعرض المغربي في فضاء مفتوح، مكنه من لفت انتباه ساكنة مدينة طاراغونا الإسبانية الذي عبروا عن فضول كبير للتعرف على الثقافة المغربية وتقاليدها العريقة، ومنهم من اعترف بأن المعرض حفزه على زيارة المغرب والتعرف على ثقافته عن قرب، بينما كان المعرض مناسبة للمغاربة لاقتناء ما يحتاجون إليه من منتجات الصناعة التقليدية خصوصا أولئك الذي لم يسعفهم الحظ لزيارة المغرب خلال هذه السنة، فكان المعرض بمثابة مواساة بالنسبة لهم، وقربهم من تقاليد وعادات تربوا عليها قبل أن يهاجروا إلى هذه المدينة الإسبانية. القنصل العام للمملكة في مدينة طاراغونا عبد الفتاح اللبار، وخلال الكلمة الافتتاحية للأيام الثقافية المغربية بطاراغونا، أكد أن هذه التظاهرة هي نموذج مصغر على متانة العلاقات المغربية الإسبانية، مذكرا في الوقت ذاته بسياق تنظيم هذه الأيام والذي يأتي بعد أيام قليلة من انعقاد الدورة 11 للجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية. وشدد المسؤول الدبلوماسي المغربي على أن هذا الحدث الثقافي، أخذ على عاتقه تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تتجلى في توطيد العلاقات المغربية الإسبانية عبر تنظيم ندوات فكرية لتبادل الأفكار والخبرات بين الأكاديميين المغاربة ونظرائهم الإسبان، إضافة إلى مهمة التعريف بالمغرب كبلد تتنوع فيه نماذج الثقافة الحرة، ويبقى الهدف الثالث لهذا الحدث هو تعزيز جسور التواصل بين أفراد الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، وتجديد إحساسهم بالانتماء للثقافة المغربية. ولتحقيق الأهداف التي تحدث عنها القنصل العام للمغرب بطاراغونا، فقد قام بالجمع بين أساتذة جامعيين مغاربة وأساتذة إسبانيين للحديث عن العلاقات بين البلدين، وتبادل الأفكار حول الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلدين الجارين، خصوصا وأن تنظيم الأيام الثقافية المغربية في طاراغونا يأتي في وقت تعرف فيه العلاقات المغربية الإسبانية تطورا مضطردا سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي حيث نجحت إسبانيا في أن تصبح الشريك التجاري الأول للمغرب خلال السنة الماضية. ومما شد الانتباه في المعرض المغربي في طارغونا هو حضور فرقة عبيدات الرمى، والتي أدت لوحاتها الغنائية المعهودة، الأمر الذي ألهب حماس المهاجرين المغاربة الذين تعودوا على مشاهدة هذه اللوحات عبر شاشات التلفاز فقط، بينما اجتهد المواطنون الإسبان في التقاط الصور مع المجموعة المغربية.