على بعد حوالي مائة كيلومتر جنوب برشلونة بمنطقة كاتالونيا بإسبانيا، وبين أحضان أبناء وبنات الجالية المغربية في إسبانيا، تألقت نجمات فرقة «طاكون» من جديد في عرض آخر من عروض مسرحيتهن «بنات لالة منانة» المقتبسة عن «داربيرناردا ألبا» للكاتب فيديريكو غارثيا لوركا. فقد كان حوالي ألفي من أبناء الجالية المغربية المقيمة في منطقة كاتالونيا في إسبانيا، الجمعة الماضية على موعد مع متابعة فصول قصة «بنات لالة منانة»، التي ذاع صيتها بينهم، بعدما تحولت إلى مسلسل تلفزيوني تابعوه عبر إحدى فضائيات المغربية. وقد أتاحت فعاليات «الأسبوع الثقافي المغربي»، الذي نظمته القنصلية العامة للمغرب بمدينة «طاراغونا» بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة وبشراكة مع اتحاد المركز الإسلامي الإسباني، فرصة لقاء أبناء الجالية المغربية المقيم في كاتالونيا في إسبانيا لملاقاة بطلات عرض مسرحية «بنات لالة منانة». لقد حقق عرض مسرحية «بنات لالة منانة»، الذي بينت فيه كل من «الأم» السعدية أزكون، و«البنات» سامية أقريو، السعدية لديب، هند السعديدي ومريم الزعيمي، ثم نورا الصقالي، على «علو كعبهن»، نجاحا كبيرا امتدت ملامحه لتغطي جنبات قاعة المؤتمرات التي اكتظت بجموع المعجبين من الذي لاحقوا «بنات لالة منانة» لالتقاظ صور معهن. وشكل عرض مسرحية «بنات لالة منانة»، المحمل بعدد من الرسائل ذات البعد الاجتماعي والإنساني، مناسبة حملت، بعد نهايته، الممثلة سامية أقريو، جمهور عرض مدينة «طاراغونا»، الذين قدموا للتمتع بمسرحية غنية بمواقف هادفة، رسالة تمنت أن يتم تعميمها بين ال145 ألف مغربي ومغربية المقيمين تحت نفوذ الدائر القنصلية المغربية بذات المدينة. فقد دعت الفنانة سامية أقريو أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج بأن يسمحوا للفتيات بالتمدرس واستكمال الدراسة وأن يدعموا تدريس الفتيات. وبالموازاة مع «بنات لالة منانة» شهد معرض الصناعات التقليدية والفلكلور المغربيين، الذي نظم في إطار فعاليات «الأسبوع الثقافي المغربي» مشاركة متميزة لأفراد الجالية المغربية، الذي تابعوا على امتداد ثلاث أيام (من 22 الى 25 ماي) لوحات فنية من الطرب الشعبي المغربي قدمت احتفاء بضيوف المعرض من مسؤولين وسياح أجانب، حيث اتحفت فرقة گناوة الزوار الذين حجوا بكثافة إلى وسط المدينة بمعزوفات ولوحات موسيقية حظيت بإعجاب كبير. وأوضح عبد الفتاح اللبار، القنصل العام للمغرب بطاراغونا، في كلمة بمناسبة افتتاح المعرض، أن الصناعات التقليدية بالمغرب تضطلع بدور أساسي في الحفاظ على الموروث الثقافي المغربي، كما تعتبر مصدر دخل لفئة واسعة من الشعب المغربي، لاسيما في الوسط القروي. وأبرز اللبار أن الدولة تدعم هذه الصناعات من خلال توفير مراكز للتكوين، وضمان مشاركة فاعلة للصناع التقليديين من خلال إدماجهم في سوق الشغل عبر إحداث مشاريع مدرة للدخل تحقق لهم الاكتفاء الذاتي. وتضم أروقة المعرض، الذي حضر افتتاحه حاكم المدينة جوردي سييرا وعدد من الشخصيات الإسبانية والمغربية، خيمة صحراوية تحتوي على منتوجات تقليدية من الأقاليم الجنوبية للمملكة تجمع بين الأصالة والمعاصرة خاصة في مجالات الحدادة الفنية والنقش وصناعة الجلد. كما يضم المعرض خيمة مخصصة للتعريف ببعض التقاليد المغربية الأصيلة مثل فن الحناء وتجهيز العروس إلى جانب صناعة القفطان والحلي المغربيين ومختلف أنواع الطرز.